زمان شغلتنا السياسة عن الاقتصاد، فوقع الاقتصاد.. والآن شغلنا الاقتصاد عن السياسة، فوقعت السياسة.. مينفعش يبقى عندنا سياسة واقتصاد؟.. السياسة والاقتصاد فى مصر كلية، لا أثر لها على حياتنا.. إما أن نلعب سياسة فقط، أو نلعب اقتصاد فقط.. لو نظرت إلى الصحف ستجدها أصبحت اقتصادية، مع أننا لا نفهم فى الاقتصاد.. ولو نظرت على حياتنا السياسية ستجد أنه لا توجد عندنا أحزاب، لا أحزاب حكومية ولا معارضة!

المعارضة مهمة لأى نظام سياسى حقيقى.. لا لكى تهدمه أو تشنكله أو تكعبله، ولكن لكى تسنده وتدعمه وتحميه، حتى يصمد فى مهب الريح.. المعارضة ليست ترفاً ولا رفاهية.. لا يستوى مثلاً أن تكون موجودة أو غير موجودة.. أين هى الآن؟.. المعارضة راحت وساحت.. راحت مطرح ما راحت، كما تقول سعاد حسنى عن الشيكولاتة.. «غيابها خطر».. حتى غياب الأحزاب الحكومية خطر.. ليس عندنا أحزاب حكومية.. وإنما شلة منتفعين!

كتبت فى مرات سابقة عن غياب المعارضة بشكل لافت.. نبهت لخطورة الحكاية.. قررت أن أفرد لها مساحات خاصة، ولا مانع أن أتلقى عليها تعليقات.. لا تقتصر على غياب المعارضة فقط، وإنما تمتد إلى الموالية أيضاً.. الهدف هو بناء حياة ديمقراطية سليمة.. فاكرين؟!.. كان هذا أحد مبادئ ثورة 23 يوليو.. حتى الآن لم تحدث حياة ديمقراطية سليمة فى مصر.. رغم الثورات الثلاث.. فما السبب؟.. هل هو أنظمة الحكم أم الشعب؟!

الشىء الغريب أن الشعب خرج من الثورة يريد أن يكون فى الحكم.. بغض النظر عن مؤهلات كل ثائر.. كل الذين كانوا فى الميدان تخيلوا أنفسهم وزراء.. شكلوا مجلس قيادة ثورة.. الترشيحات كانت تخرج من الميدان.. ظل الجميع ينتظر الترشيح حتى الآن.. المعارضة تضمن التغيير الصحى.. لا نريد التغيير عبر ثورة أخرى.. نريد التغيير عبر عملية ديمقراطية.. معارضة وحكومة.. ليس بأوامر فوقية، وإنما بإيمان ويقين كاملين!

لماذا أذكّر الآن بأهمية المعارضة؟.. الإجابة بسيطة.. بعد عام من الآن سوف تشتعل الدنيا بأخبار انتخابات الرئاسة.. سوف نبحث عن مرشحين للرئاسة.. سوف تكون عندنا معركة حامية الوطيس.. جبهة تدعم مرشح الدولة أياً كان.. وجبهة تدعم مرشح المعارضة.. فما ملامح هذه الجبهات؟.. ما ملامح المرشحين المحتملين؟.. هل يعود رموز نظام مبارك؟.. هل يترشح جمال مبارك؟.. لا شىء يمنعه، يحاول العودة للأضواء من وقت لآخر!

قرأت فى «الأهرم»، أمس، حواراً للزميل النشط إبراهيم السخاوى مع لولا داسيلفا.. فهمت أن داسيلفا يفكر فى الترشح للرئاسة القادمة.. ربما يستطيع أن يترشح بقلب جامد.. خلفه حزب عمالى كبير، ورصيده فى الشارع كبير جداً.. غيّر خريطة البرازيل.. الفكرة هنا فى الحزب الموجود خلف المرشح المحتمل للرئاسة.. فهل الرئيس السيسى وراءه حزب كبير يدعمه؟.. هل عندنا أحزاب معارضة قوية يمكن أن تقدم مرشحاً «ينتزع» المنصب الرفيع؟!

ليس شرطاً أن نكون جميعاً فى الحكومة.. المعارضة ليست عيباً ولا قلة قيمة.. مهم أن تكون عندنا معارضة، كى تكون عندنا حياة ديمقراطية سليمة.. أحد مبادئ ثورة يوليو.. لو فاكرينها.. أكرر الأزمة لها بعد سياسى أيضاً.. مهم وجود أحزاب سياسية.. غير كده لا تنتظروا الاستثمار.. أنظمة الحكم عملة لها وجهان.. سياسة واقتصاد!.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية