هناك صورة توقفت أمامها فى المناورة البحرية «ذات الصوارى».. ليست صورة الرئيس وهو يتابع بالمنظار أحداث المناورة الكبرى، وليست صورة إصابة الأهداف بدقة، فربما نقل التليفزيون بعضاً منها.. لكن هناك صورة لا تراها، ولم ينقلها التليفزيون.. الصورة التى أعنيها، هى صورة فى صدر الفرقاطة «تحيا مصر»، وهى صورة الرئيس والطفل أحمد ياسر يرفع العلم.. إنه طفل السرطان بزيه العسكرى!

لكن ما دلالة هذه الصورة؟.. ولماذا تم وضعُها فى صدر المدمرة الأحدث فى سلاح البحرية المصرية؟.. هذه الخواطر دارت برأسى، وانا أتفقد المشهد العام أثناء المناورة.. وهنا تأكدت أن الرئيس يتحرك عن قناعة فى كل أحواله، ولا يتصرف بوجهين، أحدهما حين يكون أمام الكاميرات، والثانى حين يكون فى الغرف المغلقة.. الأمر الثانى أنه مؤمن أن الجيش جيش الشعب، والذين معه لديهم هذه العقيدة أيضاً!

المعروف أن هذه الصورة كانت فى الاحتفال بافتتاح قناة السويس، وربما كان بإمكان القادة أن يجعلوا لكل مقام مقالاً.. بمعنى أن الاحتفال بافتتاح القناة شىء، ووضع صورة دائمة شىء آخر تماماً.. وكان من الممكن أن يضعوا صورة الرئيس وحده، وهو يرفع العلم على الفرقاطة نفسها.. وكان بإمكانهم أن يضعوا صورة الرئيس والوزير وقائد سلاح البحرية فقط.. لكنهم يعرفون أن إنسانية الرئيس أهم ما يميزه فعلاً!

هناك صور أخرى لا ينقلها التليفزيون، ولا تنشرها الصحف.. منها صور شباب وأطفال وفلاحين على مائدة الرئيس.. لكن الصورة الأحدث التى رأيتها صورة جندى، ودرجات عسكرية أعلى قليلاً، على مائدة الرئيس.. لا هى منقولة ولا منشورة.. ولا أظن أن رئيساً قبله فعلها أبداً.. فمن هذا العسكرى الذى يجرؤ على تناول طعام مع القائد؟.. كيف يستطيع؟.. كيف تلقى الخبر بأنه ضيف على مائدة الرئيس؟!

فما معنى هذا؟.. معناه أن القائد الحقيقى هو الذى يجلس مع جنوده.. ومعناه أنها رسالة للقادة الذين معه، فى كيفية تعاملهم مع الضباط، وضباط الصف، والجنود.. أى أنه درس صامت فى ضرورة رفع الروح المعنوية، مادمنا فى حالة حرب، ومادمنا أسرة واحدة.. وقد بدا ذلك عملياً، حين جلس يتناول الطعام معهم، وحين أطلق اسم الشهداء منهم على الكبارى والمنشآت، مثلهم مثل الضباط واللواءات بالضبط!

كان من الممكن أن أنقل لك، هنا، شيئاً عن القدرات القتالية، وعمليات الإنزال، ومهارة المقاتل المصرى، وإطلاق الصواريخ سطح جو.. لكن هذا شىء مفروغ منه.. فما لفت نظرى هو اهتمام القائد بجنوده، واهتمام الرئيس بالشعب.. خاصة أن هناك من يتصور خطأ أن اهتمامه تراجع مؤخراً، خاصة أن هناك من يروج أن الرئيس يهتم بالجيش على حساب الشعب، وهى كلها «دعاية سوداء» أجاركم الله منها!

لا أعرف إن كان من حقى أن أنقل هذه الصور أم لا؟.. لكن ما أعرفه أن الرئيس يفعل ذلك بقناعة، ودون رغبة فى الكشف عنها.. فالإعلام لا يصور مائدة الرئيس، ولا يحضرها.. فهناك فئات أخرى لا تتخيل يوماً أن تكون على مائدة الرئيس.. طفل، وجندى، ومتحدى إعاقة، وفلاح، وطالبة تحلم أن يكون فتى أحلامها مثل السيسى!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية