إن السبل التي ستسلكها القوى السياسية إلى صناديق الاقتراع لن تكون سهلةً ومفروشة بالزهور، بل وعرةً وحافلة بمطبات الحاجة إلى إثبات الوجود على الخارطة السياسية وفي القاعدة الشعبية من خلال توفير عناصر القدرة على الإنجاز في ظل مناخ سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي ملبد بالأزمات والمحن، خاصة بعد تراجع الاقتصاد وموجة الغلاء والأزمات التى يواجهها الشعب المصري  والذي نتج عن تلاشي المصداقية بقدرة تلك القوى على الإيفاء بالتزاماتها ووعودها التي أغرقت بها ناخبيها في الانتخابات السابقة.
 
ان غياب البرامج الواضحة للمرشحين واستغلالهم لحالة الفقر وأحياناً جهل البعض منهم ' أو عجز تلك القوى عن ترجمتها إلى واقع تحت وطأة الجمود الذي يمسك بتلابيب العملية السياسية وانشغال الجميع في الصراع السياسي ، وما أحدثه في انقسام طوائف الشعب المصري ينذر بحدوث الفصم بين العقلية المصرية الأمر الذي سيفضي إلى تصدع بنية الفكر عند الكثير من الناس فلذا العملية الانتخابية يجب أن يكون لها هدف واضح وان تكون البرامج المقدمة ذات مصداقية' حتى نرى إقبالا من الشعب على صناديق الإنتخابات فهذا العزوف في الانتخابات راجع إلى غياب المصداقية والصراع السياسي ' فيجب أن تتوحد الرؤى لمصلحة وطننا العزيز مصر لأنه يستحق منا الكثير من الإيثار وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية لبناء جيل قادر على تحمل المسؤولية.
 
 وما تبقى من مطبات ستشهدها المرحلة الانتخابية القامة، فسيتأتي من طبيعة وسياق المنافسة الانتخابية بطورها الجديد الذي يخضع -بأي حال من الأحوال- للقانون الجديد للانتخابات البرلمانية في مصر ' فعلينا أن نكون أكثر وعيا لاختيار من يمثلنا ويدافع عن حقوقنا  ' والذين يلعبون على أوتار الدين أو لغة المال عليهم أن يدركوا أن الشعب لن يرحمهم لأنهم لم يكونوا صادقين مع أنفسهم أو الشعب '
 
    وفي هذا السياق ينبغي على القوى السياسية التي ستشارك في الانتخابات القادمة أن تعيد مراجعة قائمة حساباتها بصورة شاملة وفقاً لرؤى ومواصفات تنسجم مع طبيعة التغيير المتجذر في المناخ الديمقراطي والمزاج الشعبي العام المحيط بهذه الانتخابات.
 
     وعلى الجميع ضرورة تفريغ الخطاب السياسي من الشحنة الدينية والمذهبية الفكرية أو حتى تخفيفها، مع العمل بالمقابل على تكريس المشتركات الوطنية تحت مظلة حب الوطن و العمل المخلص الجاد لمصلحة وطننا الغالي ، والغاية من ذلك ليس استقطاب قواعد شعبية جديدة وإنما المحافظة على القواعد التقليدية وامتصاص النقمة الشعبية المستولدة -بصيغة رد الفعل السلبي- عن إرهاصات المرحلة السابقة التي شهدت العنصر الديني الذي لم ينجح في استيعاب طموحات الشعب المصري ' والصراع الآن  للكتل المتنافسة بالجمود والعجز الذي أصاب الجهاز الحكومي من جرّاء تكريس تلك النزاعات وتغليبها على مفردات ومتطلبات العمل الجماعي.
 
     ومن خلال التجارب السابقة من العملية الانتخابية يتضح لنا بضرورة ابتعاد الكتل المتنافسة عن استحضار الجوانب الخلافية في برامجها الانتخابية لأنها كانت المسؤولة عن إصابة العملية السياسية السابقة بالعقم، وكانت خاصرة رخوة تنفذ منها سهام النقد والاستياء عند غالبية الشعب المصري .فهل نرى برلمانا يليق بمكانة مصر في العالم؟ برلمانا يحقق طموحات الشعب في الرفاهية واحترام القانون.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية