وقف مبتسمًا وملوحًا بشارة رابعة العدوية لهيئة المحاكمة التي وصفها هو وأنصاره بـ"الهزلية": أنا الدكتور محمد مرسي العياط الرئيس الشرعي للبلاد وأحملكم مسئولية عدم تمكيني من مهام عملي كرئيس للجمهورية وأربأ بالقضاء المصري أن يكون غطاء لانقلاب عسكري هدام ومجرم.

عندما سمعت تلك الكلمات، شعرت بالإحباط، أيقنت أننا نتجه بسرعة الصاروخ في اتجاه حائط من الفولاذ، واحتمالات تحطمنا بالاصدام به تتعدي الـ90%.

دعوني أكرر أن مرسي فشل، فهذا ما أؤمن به وأقره ..، وأقره بعض الإخوان بعد أن قيموا التجربة "الإخوانية" خلال عامها الوحيد، دعونا نقر بتلك الحقيقة حتي نتخطاها، ولكن هل نجحنا في إقصاء الفشل؟ هل استبدلناه بنجاح ولو بسيط؟.

الإجابة حتما لا، "فالفاشل" لم نستطع اقناعه بفشله ليبتعد عن المسار الذي نريد تصحيحه، وأصبح إكثر اصرارا علي البقاء بعد أن أيقن أن من أتي من بعده أكثر فشلا منه.

أتصور أن القوة التي بدا عليها الرئيس المعزول كانت نابعة من هنا، بابعة من فشل من خلفوه في ادارة البلاد، فالمشكلات تعاظمت، وصبر الناس أوشك علي النفاذ، خاصة وهو علي ما يبدو كان مرهونا بالقضاء السريع علي "الإخوان" وهذا لم يحدث حتي الآن، حاله حل مبارك"الذي ابتسم إبتسامته العريضة" بعد أن رحل الإخوان.

لقد طالب "مرسي" القاضي بتمكينه من أداء عمله، وتمنيت ان يأمر القاضي بعودته، ويأمر بمحاكمة كل من شاركوا في ما بعد30 يناير، تمنيت أن يأمر بعودته، فقد آمنت مثل الإخوان أن الحل يكمن في عودة "مرسي".

لو فعلها القاضي وأمر بعودته لكان أنقذنا وأنقذ البلد، فمرسي"الفاشل" لو عاد سنقف له في الشارع ولن ندخل بيوتنا حتي نجبره أن يفعل ما فعله سابقه"مبارك"، لن تكون هذه المرة زيارة محدودة للتحرير للتصوير، وبعدها نعود لبيوتنا فنسمع عن انقلاب عسكري قرر قتل بذرة الثورة التي كادت أن تنبت في 30 يونيو.

ولو فعلها وطالب بمحاكمة"كل من شارك في انقلاب 30 يونيو" لأراحنا أيضا وخلصنا من باقي الفشلة لنبدأ من جديد، بفكر مختلف لا اقصاء فيه ولا تخوين نبني وطننا تحت راية واحدة"كلنا مصريين".

قل انا أحب مبارك ولكن أحب مصر فهي الابقي، قل أنا احب مرسي ولكن أقف لأجبره علي الرحيل لانني أحب مصر فهي الأبقي، قل أنا "أعشق الفريق عبد الفتاح السيسي" ولكن أطالب بمحاكمته لأنني أحب مصر فمصر الأبقي، قولوا ما شئتم، ودعونا نضع ايدينا في أيدي بعضنا البعض لنبني بلدنا مصر"التي نؤمن جميعا أنها أكبر من مرسي ومبارك وسيسي"

لكن للاسف لم يفعلها القاضي، أجل ما اسموه بالمحاكمة ليبقي النار مشتعلة، وليجر مصر لمزيد من الفشل، لم يأمر الرجل باخلاء سبيل"الفاشل" مرسي وأتباعه، لم يأمر بمحاكمة من قتل ثورة30 يونيو في مهدها وقتل آلاف المصريين.

حفظ الله مصر وجنبها كل سوء

 

  


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية