انتهت مظاهرات "جمعة الحسم" التي أعلن عنها الإخوان منذ أيام، خرج من تبقي من مناصري الرئيس المحبوس محمد مرسي في معظم محافظات مصر ليعلنوا أنهم مازالوا علي قيد الحياة، بعد سلسلة من الاعتقالات طالت الصف الأول والثاني والثالث، يبدوا أنها أثرت بشكل سلبي علي قدرة الجماعة علي الحشد.

انتهت فاعليات "جمعة الحسم" دون أن تقدم أو ئؤخر، المشكلة مازالت قائمة، حالة الإنسداد السياسي تزداد تعقدا، لا أحد يريد حلولا، الجميع يزيد من تعقيد الموقف المعقد أصلا.

انتهت فاعليات "جمعة الحسم" وعاد معظم من خرجوا إلي بيوتهم باستثناء القليل ممن ألقت قوات الأمن القبض عليهم كالعادة بعد كل خروج للإخوان، عاد المتظاهرون ليجلسوا أمام القنوات المصرية الخاصة والمملوكة للدولة ليجدون فلول الحزب الوطني وأعوانهم من المذيعين "اياهم" يحتلون تلك القنوات ويخرجون ألسنتهم للجميع.

كل القنوات تقريبا تنقل نفس الصورة وتتحدث في موضوع واحد يبدو أنهم متفقون عليه وهو "لا مصالحة مع الإخوان الإرهابيون" حسب ما يصر الجميع علي وصفهم.

هنا نتوقف، لماذا تصر كل تلك القنوات علي الإستمرار في هذا الخطاب العدائي الذي يجر مصر للمزيد من الدماء؟، لماذا يحاصرون الإخوان بهذا الشكل المقزز؟، هل الهدف جرهم للعنف لإعطاء المبرر للنظام الحالي في مواصلة حصد أرواحهم؟.

وهنا نخرج لسؤال آخر، هل حبس قيادات الإخوان وقتل مناصريهم يدعم استقرار مصر؟ الإجابة بالقطع لا، فتحول الصراع السياسي إلي صراع دموي سيقضي علي ما تبقي من أمل في إصلاح هذا البلد، سنجد أنفسنا لسنا عاجزون عن التقدم للأمام فقط بل سيصبح من المستحيل حتي أن نعود إلي الخلف، فالدماء ستحاصرنا، وشهوة الانتقام ستقف حائلا ضد كل محاولات الصلح.

أنا هنا لا ألوم فلول الحزب الوطني الذين يظنون أنفسهم أبطال ما أسموه بثورة 30 يوليو، لا ألوم محاولاتهم  ركوب موجة فشل الإخوان بقيادة مرشدهم ومرسيهم ليعودوا إلي المشهد مرة أخري وغرور النصر يملأهم.

أنا هنا لا ألوم هؤلاء، فأنا علي يقين أن الشارع المصري سيلفظهم في النهاية، فالشعب تعلم الدرس، لكن ألوم كل من يناصرهم من المصريين الشرفاء الذين خرجوا في 25 يناير ليطيحوا بهم وبنظامهم الفاسد المستبد، ألوم ثوار مصر الذين بذلوا دمائهم ليتخلصوا من مبارك وأعوانه من أجل استرداد وطنهم وإرادتهم، ألومهم وهم يتركون مثل هؤلاء يعربدون في مصر من شرقها غلي غربها ومن شمالها إلي جنوبها، يذرعون الفتن ويقلبون الشعب علي بعضه البعض بحجة محاربة مخطط الإخوان.

أنا أحذر كل المصريين الشرفاء من الانزلاق في هذا الفخ،  فالإخوان فشلوا في إدارة مصر، ولكن الفشل لا يبررحملة القتل والإقصاء التي يدعمها هؤلاء الفلول وأنصارهم.

يكفي ما سال من دماء، لابد من مصالحة حتي لو كره المجرمون، لابد من حقن الدماء والتوقف عن الاعتقلات العشوائية وتغليب مصلحة الوطن، لابد من قطع الطريق علي فلول مبارك وأعوانهم فهؤلاء أفسدوا ماضينا لايجوز ولا يليق بنا أن نتركهم بفسدون حاضرنا ومستقبلنا.

المصالحة.. ثم المصالحة .. ثم المصالحة .. ثم معاقبة كل من أجرم في حق مصر والمصريين، ولكن بالقانون وفلن تنهض مصر بالعشوائية ولا بالقتل ولا بالإعتقالات، لابد أن نعيد إحترام الجميع للقانون الذي أهمله الإخوان فأهملهم.

حفظ الله مصر وجنبها كل سوء

megahed11@yahoo.com


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية