ما حدث في مصر أمس مع معتصمي الإخوان في رابعة العدوية جريمة لا يجب أن تمر مرور الكرام، بغض النظر عن قبولنا أو رفضنا للمعتصمين وأهدافهم وانتماءاتهم، سواء كنا نؤيد أو نعارض ما يطالبون به وهو عودة رئيسهم المحبوس.

لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون عقوبة التظاهر هي الرمي بالرصاص، ومن من؟ ممن هو مسئول في الأساس عن حماية هؤلاء المتظاهرين باعتبارهم مصريين شركاء في الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

اختلفت مثل ملايين المصريين علي أسلوب إدارة "مرسي" للبلاد خلال السنة التي قضاها في الحكم، ورفضت أن يكون رئيس مصر مجرد ممثلا لفئة أو حزب أو جماعة، وخرجت مع من خرجوا في 30يونيو مطالبا مرسي باعادة الاستفتاء علي بقائه رئيسا لمصر، لفشله في إدارة البلاد وعدم قدرته علي الخروج من عبائة الإخوان.

وجاء السيسي وجنوده، وأزاحوا مرسي بالقوة دون استفتاء الشعب، واكتفي بمن خرجوا ضد مرسي في 30 يونيو، فأجبر بما فعله مؤيدي الرئيس علي الخروج للكطالبة بعودته وكان ما كان، حتي طالب السيسي المصريين بالخروج لتفويضه لمحاربة الإرهاب كما زعم، وأعلنت أن هذه الخطوة كارثة تجر مصر لحرب أهلية، ورفضت كغيري من شرفاء هذا الوطن تفويض شخص أيا كان في قتل فصيل من المصريين حتي لو اختلفت معهم.

والآن وبعد قتل المئات واصابة الآلاف ألم يقتنع من خرجوا بالأمس أنهم أعطوا تفويضا غير شرعيا بالقتل؟

اتقوا الله في مصر يا اخوان ويا عسكر ويامصريين، اتقوا ربا سنقف أمامه يحاسبنا علي دماء تسيل دون وجه حق، واعلموا أنه لامفر من الله إلا إليه، عودوا للشارع لترفضوا قتل مصريين أبرياء لهم الحق في التظاهر السلمي، واسحبوا التفويض بالقتل الذي منحتموه لغير ذي صفة، فليس من حق السيسي أن يحاكم أويصدر الأحكام، فهذا حق أصيل للقضاء يجب أن نصر عليه، وحده القضاء الكفيل بالفصل بين المتنازعين، فما حدث في حق المتظاهرين بالأمس جريمة مكتملة الأركان يجب أن يحاسب عليها من تورط فيها أيا من كان.

رحم الله شهداء مصر وحفظها من كل سوء


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية