الكاتب
السيسي يعلن الحرب علي مصريين!
صدمت عندما سمعت خطاب الفريق عبد الفتاح السيسي الأخير، صدمت عندما وجدته يطالب المصريين للنزول إلي الشوارع لدعمه وتفويضه في محاربة من أسماهم بالإرهابيين، وتذكرت أخطاء مرسي القاتلة التي عجلت بنهايته.
لقد شعرت بعد الخطاب أنني أتعرض لعميلة نصب للمرة الثانية، فمرسي الذي انتخبته "مضطرا" علي أمل أن يصدق في وعوده، ويتحرك بمصر للأمام بما أطلق عليه "مشروع النهضة"، نصب علي وعلي كل من انتخبه، أما السيسي وجنوده الذي وعدونا أنهم لن ينحازوا لفصيل من المصريين ضد آخر، كما فعل مرسي من قبل، ها هم يؤكدون أنهم نصبوا أيضا علينا .
لقد خرجت في 30يونيو كغيري من المصريين الذين يرفضون أن يحكم مصر رئيساً يعبر عن فصيل واحد ويخدم مصالحه دون بقية المصريين، وكان طلبنا الاستفتاء علي بقاء مرسي إذا فشلنا في إجباره علي العودة للصندوق وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حتي جاء السيسي وأعلن ما أعلنه في 3يوليو، وتم إقصاء التيار الاسلامي بالقوة رغما عنه، وعدنا إلي المربع رقم صفر.
لقد شعرت بالفزع عندما لم يبدأ السيسي خريطة طريقه بالاستفتاء علي بقاء الرئيس، وقرر اختطاف الدولة بخطف "الرئيس" وبعض معاونيه وأعلن "إنقلابا" أسماه "خريطة الطريق"، ليخرج أنصار المعزول يطالبون بعودته، و يتأزم الموقف.
لقد فشل مرسي في إدارة البلاد، وبدا منحازا لأهله وعشيرته منذ توليه، وفشل في احتواء المعارضة فساعدهم في أن يستمروا في الحرب عليه حتي أسقطوه من أعين المصريين بمؤامرات عاني منها المصريون أشد المعاناة طوال فترة حكمه.
ما يحدث في مصر مهزلة، ويجرنا من فشل إلي فشل، فالجميع يصعد وينفخ في النار بدافع من رغباته هو، الجميع يتجاهل الآخر ويدوس علي مصلحة الوطن في سبيل مصلحته هو، مرسي وأعوانه فشلوا وأساءوا للوطن، والسيسي وحلفائه يجرون البلد إلي كارثة ، ستنجو منها مصر ، وسيحاسب هو ومن خلفه علي ما يقترفونه من جرائم في حق هذا البلد.
لقد أعلن مرسي الحرب علي ما دون فصيله عندما طالبه المعارضون بالعودة إلي الصندوق وكان مصيره الزوال وبقيت مصر، والآن يعلن السيسي الحرب علي مصريين برعاية فصائل أخري ذات مصالح، وكأن مصر لا يوجد بها رجل رشيد، يقيس الأمور ويعرف الصواب من الخطأ ويكيل الأمور بمكيال الحق وليس بمكياله هو.
أؤكد لكم أن مصر ستنجو من عبث هؤلاء الهواة الذي يصرون علي جرها إلي الخراب، وسيذهب كل من أراد بها سوءاً إلي مزبلة التاريخ
حفظ الله مصر وجنبها كل سوء
التعليقات