الخوف كل الخوف , أن تستمر المظاهرات الحالية وتخرج عن السلمية , خصوصا مع استمرار حالة الانسداد السياسي , بين المصريين , وعدم ظهور مبادرات واقعية , قادرة علي فتح الحوار , مع جماعة الاخوان , وإقناعهم بالاندماج في الحياة السياسية  مرة اخري , والتأكيد أن الطريق أمامهم , كمصريين بالدخول الي مباشرة ممارسة الحقوق السياسية , مثلهم مثل باقي الاطياف والاتجاهات السياسية المختلفة .

أمامنا 3 عمليات ديموقراطية وشيكة وهي تعديلات الدستور , والانتخابات البرلمانية , ثم الانتخابات الرئاسية , كل ذلك في 9 شهور , هي الفترة الانتقالية المخصصة لإقامة أركان الدولة  , علي كل فصيل سياسي ان ينظر الي الامام , ويترك الماضي بكل ثقله وهمومه , وليعلم الجميع أن إرادة الله سبحانه قضت للشعب أن يعلن رأيه بكل وضوح , في 30 يونيو , كما قضت أن يكون هناك منتجا جديدا لما بعد ذلك , تمثل في رئيس مؤقت انتقالي , وحكومة انتقالية , وفي الطريق كما قلنا دستور جديد , وبرلمان جديد , ورئيس جديد ,  من يري أن حقا سلب منه , أمامه الفرصة للسعي الي استعادته , عبر صناديق الانتخابات.

ربما يرد ويقول أن إرادة الصندوق لم تحترم , بدليل عزل الرئيس محمد مرسي , والرد عليه في أمرين الاول : ان ارادة الشعب فوق ارادة الصندوق , ولأن من ذهب الي الصندوق ليدلي بصوته , هو نفسه الذي ذهب الي الميادين , ليقول رأيه , ويسحب صوته الذي ادلي به , وهنا يفسخ العقد بين الرعية والراعي , ابرم العقد في الصندوق , وفسخ في الميدان , والفاعل واحد وهو المواطن المصري , إذن العقد المبرم بين الحاكم والمحكوم , والمحدد المدة .

من الممكن أن يفسخ من طرف واحد سواء من الشعب وربما من الحاكم , إذا حدث خلل وحنث بما تم الاتفاق عليه , وفي حالة الرئيس المعزول محمد مرسي , لم يرض الشعب عن آداء الرئيس بعد انقضاء ربع المدة , وطلب استفتاء علي انتخابات مبكرة , لتجديد او سحب الثقة منه , حسب الدستور والقانون , ولكن الرئيس قطع بالرفض المطلق , فلم يجد الشعب بدا من اللجوء الي جمعيته العمومية والتي انعقدت في كل ميادين المحافظات , واتخذت قرارها , وهذا ماحدث مع الرئيس المخلوع حسني مبارك , والاثنان "مبارك " و"مرسي"  جاءا بانتخابات , وخلعا من الشعب , وهنا نكرر ان ارادة الشعوب فوق الجميع , ولا يقف أمامها أحد ,  ولكن من ينفذ ارادة الشعب إذا اراد التخلص من الحاكم , وأين الذراع التي تلزم الرئيس بالاستجابة الي كلمة الشعب , انه الجيش المصري العظيم درع الشعب وسيفه , كعهده امام الله والشعب , استجاب ونفذ , في 25 يناير , و30 يونيو , رغبة الشعب وقال سمعا وطاعة لأمر ابناء الوطن.

صدقوني كم أنا فخور بجيش بلدي العظيم , ويزداد فخري مع الذكري العطرة  لحرب العاشر من رمضان ، ولكن قلبي مازال يرتجف خوفا علي بلدي , وخوفا علي جيشها , واعترف ان خوفي يزداد مع استمرا ر حالة الانسداد السياسي , وعدم اجتما ع ابناء وطني علي قلب رجل واحد , وتفرقهم شيعا وأحزابا , في الشوارع والميادين , مع وجود عجز سياسي عن الوصول الي حل يجمع ولا يفرق , حل يراعي  ما نتج بعد ثورة 30 يونيو ، من وجود رئيس دوله مؤقت ورئيس حكومة , وفي الطريق  دستور جديد , وبرلمان جديد , ورئيس جديد , وأمام الجميع فرص متساوية للفوز سواء في البرلمان  , أو في الرئاسة , وعلي من يري أنه يمتلك اغلبية عليه ان يثبت ذلك , أما الاحتشاد والتظاهر , الذي صار يحمل طابعا  غير سلميا , فهو غير مفيد , ولنا ان نسلم بارادة الشعب .
nasserfayad@yahoo.com


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية