ماذا يحدث في هذا الوطن?, تحالفات جديدة , وتكتلات تحمل اسماء تعبر عن تيارات معينة , وجبهات وكتل قديمة , تسعي للحفاظ علي وجودها ، وتحاول كسب شعبية , وبين هذا وذاك نجد امامنا مشهد سياسي جامد , ومؤسسة رئاسة ساكته ومتفرجة , وحكومة تعمل خارج رغبة الشعب , ولا تحمل حلا ناجحا لأي من أوجاع الوطن , ونجد مبادرات من هنا وهناك , لا تجد من يتبناها , سواء من مؤسسة الرئاسة , أو من القوي  السياسية.

ومن هنا تظهر الصورة أقرب الي عدم التفاؤل , ربما يقول قائل أن معظم المبادرات غير خالصة لوجهى الله والوطن , وأنها تصدر لمجرد تلميع الكيان السياسي سواء حزب أو إئتلاف أو حركة أو ما شابه ذلك , وغالبا لاتجد مثل هذه المبادرات اي صدي من الرئاسة او باقي القوي السياسية . 

قد يكون ذلك صحيحا أو غير ذلك ، ولكن المؤكد اننا  أمام مشهد يقول أن سفينة الوطن بلا قيادة رشيدة , وأن المشاركون مع  القيادة لايهمهم أين تذهب سفينة الوطن , ولكنهم  غالبيتهم يسعون إفشال قائد السفينة حتي ينقضوا الي قمرة القيادة , ومازلت أكرر أنه لا يهمهم  أين تستقر السفينة هل في القاع أم تجنح في عرض البحر أم تذهب الي مكان مجهول أم الي بر غير آمن , المهم أن كل الاحتمالات قائمة  ! ,

وهنا يثور تساؤل آخر هل ممكن انقاذ سفينة الوطن ؟ ، نعم إذا وافقت القيادة السياسة علي إشراك القوي السياسية , وإذا خلصت النوايا من الجانبين , وإذا توحد الجميع من عقدة الأنا , وفضلوا الوطن وارتضوا يان تكون مصر فوق الجميع , هنا يشع الامل في سفينة الوطن , وترتفع الرايات و يظهر خط سير السفينة الي اين تتجه , ويظهر للعالم كله أن المصريين عظماء , وأن أحفاد الفراعنة امتدادا لهم.

أما إذا حدث لا قدر الله , استمرار التشاحن , والجدل , لا أحد يستمع الي احد , ولا أحد يطيق أحد , وترك الجميع سفينة الوطن في طريقها  الي القاع , فأري أن هؤلاء المتصارعون أول  من يطلبوا اطواق النجاة , ولكن لا أري أن امكاناتهم الكثيرة قد تفيدهم من الهروب , وأري حكمة الله في خلقة , ومعجزاته التي لا يدركها عقل بشري .

أري أن هؤلاء المتصارعون عليها سوف يذهبون , الي مصيرهم المحتوم , ويظهر من الرعية ومن خيار الركاب وشبابهم ممن اختارهم القدر , وارتضي بهم الجميع أن تكتب علي أيديهم نجاة الجميع , وان تستعيد سفينة الوطن توازنها , وتعاود الابحار وتتغلب علي ما بقي من أمواج  في المحيط الخارجي , وما بقي من المتصارعون السابقون , وتحدث المعجزة ويظهر في الافق بر الامان , وتسرع السفينة التي كانت تترنح في عرض البحر وتكاد تسقط من كثرة  التلفيات التي أحدثها المتصارعون علي متنها , والامواج العاتية التي تصارعها من الخارج , لتصل أخيرا الي شاطيء الامل والحياة والايمان والاخلاص , الي شاطيء يستحقه الركاب الطيبون المخلصون .

وأري أمامي من تبقي من اتباع المتصارعين اراهم يتطهرون , ويقسمون ان يبدأوا عهدا جديدا , ولم يصدقوا ما حدث من ايام وليال شابت لها الولدان و سقط فيها الشهداء والمصابون و خربت السفينة عن آخرها ولكنها لحكمة الهية لم تسقط ولم تغرق , بدأت الحياة تدب من جديد , بدات سفينة الوطن تستعد لرحلة جديدة من البناء ةالتنمية , وبدا العاطلون مشغولون في اعمال غير معهودة , وبدأ الاقتصاد المصري يواصل ريادته, وانتشرت منتجات المصريين في كل مكان في الدنيا , وصارت مصر جيشا واقتصادا وعلما في مقدمة الدنيا , اختفت الجريمة , واختفي من قاموس المصريين كلمة بلطجة وفهلوة , ورشوة ومحسوبية و سجلت الشرطة المصرية رقم قياسي في حسن معاملة المصريين ,  هذا  حلم لسيناريو ربما يتحقق واتمني ذلك وهذه احلام ممكنة وليست مستحيلة , والله المستعان   ناصر فياض  

nasserfayad@yahoo.com  


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية