لم أنتظر رأى نائب الرئيس، كما أنتظره اليوم.. لا أميل إلى كلمات من نوعية فضيحة ومهزلة.. ما جرى من حصار للمحكمة الدستورية، أكبر من الفضيحة ومن المهزلة.. هم يقولون إنها غزوة المحكمة الدستورية.. قبلها كانت غزوة النائب العام، وقبلها كانت غزوة مجلس الدولة.. هل يصح أن تحدث هذه البلطجة السياسية بعد الثورة؟.. هل يرضى عنها «المستشار» نائب الرئيس؟!

لا أتصور أن هناك رأياً، يمكن أن تقوله الآن.. ما معنى إرهاب القضاة، يا سيادة المستشار مكى؟.. بالأمس كنت تقول إن‏ الرئيس سيطمئن القضاة قريباً..‏ كل يوم تتعقد الأمور أكثر.. فى الوقت الذى تصورنا فيه أنك تحتوى الموقف، انهارت الأمور أكثر بحصار المحكمة الدستورية.. استغربت أن يمتنع القضاة، عن الإشراف على الاستفتاء.. ماذا يملك القضاة، غير أن يقولوا: العبوا وحدكم!

هل عندك حل غير تطييب الخواطر؟.. هل تعرف أن القضاة لا يملكون التراجع؟.. هل تعرف أنك خسرت كثيراً؟.. هل ما تردد عن استقالتك منذ أيام، كان هدفه الحصول على صلاحيات أكبر؟.. لماذا لا تستقيل والرئيس يعتدى على القضاء؟.. لماذا تلتزم الصمت؟.. ما معنى أن الرئيس سيطمئن القضاة قريباً؟.. هل تعنى سقوط الإعلان، حين يتم الاستفتاء؟.. كيف يطمئنهم الرئيس مرسى؟!

من أين تأتى بهذه الطمأنينة؟.. من أين تأتى بهذه الثقة، حين تستبعد أن ينفذ القضاة تهديدهم بالامتناع عن الإشراف على استفتاء الدستور الجديد؟.. أغرب ما فى الأمر، أنك لم تذهب إلى نادى القضاة، الذى كنت تعتصم فيه، فى مواجهة الرئيس المخلوع.. نسيت كل شىء.. نسيت تاريخك ونضالك ضد العدوان على القانون.. نسيت أن المحاكم كلها علقت أعمالها.. هل الطبطبة تحل الأزمة؟!

تعترف يا سيادة النائب أن القضاة لهم الحق فى الغضب.. تعترف أن العدوان على استقلال القضاء جريمة.. هل تحل ذلك كلمات الطمأنة؟.. هل سيذهب إليهم الرئيس فى ناديهم؟.. هل يطيب خاطرهم؟.. هل يذهب إلى التحرير، ليطيب خاطر المعتصمين فيه؟.. هل نعيش عصر تبويس اللحى والرؤوس؟.. أين القانون يا سيادة المستشار؟.. لماذا لم تنصح رئيسك، بالتراجع عن الإعلان؟!

هل تقبل يا سيادة النائب، أن يردد المتظاهرون الذين يحاصرون المحكمة، هتافات تسب قضاتها؟.. هل تقبل أن يقول الإخوان «عيش.. حرية.. حل الدستورية»؟.. هل تقبل هذا التهديد والابتزاز الرخيص «يا قضاة الدستورية اتقوا شر المليونية»؟.. منذ متى كان هناك من يتجرأ على مقام القضاة؟.. منذ متى كانت الأحكام تصدر تحت التهديد؟.. أى كلام يمكن أن يطمئن القضاة مهما كان؟!

منع القضاة من ممارسة أعمالهم بلطجة غير مسبوقة فى التاريخ.. قضاة المحكمة الدستورية كانوا يتوقعون هذه الجريمة.. كانوا يتوقعون حصار المحكمة.. أعلنوا فى مليونية نهضة مصر عن حصار المحكمة.. لم يردعهم أحد.. لم يحذرهم أحد.. الميليشيات أصبحت تحكم مصر.. يتحدثون عن الاستقرار ويريدونها فوضى.. يدوسون القضاء والإعلام.. يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!

لا يعنينى الحكم الذى تصدره «الدستورية» الآن.. لا يعنينى حل التأسيسية أو عدم حلها.. لا يعنينى حل الشورى أو لا.. يعنينى كيف يتصدى القاضى للحكم وهو آمن؟.. حصار المحاكم ليس تعبيراً عن الرأى.. حصار المحاكم ليس حرية.. تعطيل المرافق العامة جريمة.. هل الحصار خطوة تسبق الاغتيال، والتصفية الجسدية؟!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية