كنت أنتظر قرارات الرئيس مرسي بفارغ الصبر، الوضع في البلد يتأزم يوما بعد يوم، تواترت أنباء عن مضمون القرارات، كلها كان يشعرني بالفزع، لم أصدق أن "مرسي" الذي انتصر في غزة سيهزم في مصر، توقعت أن يخيب الرئيس ظن الجميع، ويعلن دعوته للمصالحة الشعبية، ويدعو كل القوي السياسية للمشاركة في الخروج  بالبلد من الأزمة التي تكاد تجرها لكارثة، لثورة جديدة ستقتل ما تبقي في مصر من مظاهر للحياة.

لم أصدق أنه سيكرر خطأ َ اضطر لتصحيحه أكثر من مرة، عندما أصدر قرارات غير مدروسة واضطر صاغرا للتراجع عنها، تصورته تعلم الدرس، أيقن أن كل ما يجب أن يتخذه يجب أن يصب في مصلحة الوطن، وفي اتجاه المصالحة الوطنية التي تحتمها الأزمة التي تمر بها البلد.

انتظرت ، وخاب ظني ، فمرسي الذي انتصر في غزة وأعاد إلي مصر جزء من مكانتها علي الساحة العربية والعالمية ، هزم في مصر، ويكاد يجرالبلاد لحرب أهلية، لماذا؟ لأنه استشار"شلته" التي لا تعرف سوي مصالحها، حتي لو كانت علي حساب الوطن.

لا أعرف من دبر له وحفر لمصر هذه الحفرة، ولكن أعرف أن كل من أيًد ما اتخذه مرسي من قرارات "فاااااااااااشل" ،لا يليق به أن يجلس بجوار الرئيس أو أمامه أو خلفه، ولا يجوز له أن يستشار في أي شيء يخص مصر أو مرسي.

المشكلة لا تكمن فيما اتخذه مرسي من قرارات، المشكلة الحقيقية في الذين استغلوا خطأ الرئيس المفزع ليحرقوا الوطن، يحرقوا مصر، ويقتلوا ما تبقي من أنفاس الثورة، لقد منحهم الرئيس فرصة عمرهم ليعودوا إلي الساحة، لينتقموا من الثورة والثوار ومصر والإخوان.

المشكلة ليست في قرارات مرسي العنترية غير المسبوقة، المشكلة أنه سيضطر للتراجع كعادته عما اتخذه من قرارات، فلا سبيل – من وجهة نظري- لإعادة الهدوء والاستقرار سوي أن يعلن مرسي مجددا أنه أخطأ، وأن من حوله ضللوه، وأنهم أشاروا عليه بحرق الوطن لا بانقاذ الثورة والثوار ومن خلفهم مصر.

لقد أثبتت قرارات مرسي أن "شلة الإخوان" هي التي تحكم، وليس الرئيس، الغريب أنهم يصرون علي الاستئثار بالقرار ولو كان ضد مصلحتهم ومصلحة مصر، والأغرب أنهم يصرون علي التحدي، ويعتزمون المواصلة ، يصرون علي حرق وطن أكبر من أن يحكمه "شلة" لا تري سوي مصالحها.

الرئيس يكرر ما فعله مبارك عندما تجاهل ومن حوله، عندما تجاهل إرادة الشعب بدعوي الإصلاح ، وأراد الإستئثار بالوطن، له ولشلته دون سواهم، والغريب أن  الرئيس ومن خلفه "شلته" مصرون علي تحدي إرادة الجميع متصورون كما تصور سابقيهم أنهم سينجون بمصر ويجبرون الجميع علي الطاعة، فكان مصيره ومصيرمن ضللوه ما تعرفه سيادة الرئيس وما يعرفه العالم كله.

لن أقول لك تراجع عما اتخذته من قرارات ، كما يطالبك كافة القوي الثورية والحزبية، فالتراجع كارثة أكبر من القرارات نفسها، ولكن سأطرح عليك حلا لا بديل له، لا حل سيادة الرئيس سوي أن تفعل مثلما فعلت عندما أوشك كرسي الرئاسة أن يضيع من الثوار ليعود للفريق شفيق ممثل الفلول والحزب البائد، ليس أمامك سيادة الرئيس سوي العودة للشعب والقوي السياسية والأحزاب، لابد أن تدعو الجميع لمؤتمر لإنقاذ مصر، لا بد أن تستشيرهم في الحل، وتترك لهم ابلاغه للشعب، وتعلن أنك لن تنحاز لـ"شلتك" مجددا، فليس بالإخوان وحدهم يمكن أن نعبر بمصر لبر الأمان.

الآن سيادة الرئيس، أعلن دعوتك للجميع، ودعهم يتحملون معك المسئولية، دعهم يقترحون حلولا تخرج بنا جميعا من الأزمة، وشاركهم في الأمر، وعاهدهم علي ذلك..، الآن سيادة الرئيس

حفظ الله مصر وجنبها كل سوء


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية