لماذا لم نصفق للرئيس؟.. يفترض أن قراراته لحماية الثورة، وحقوق الشهداء.. منطقى أننا كنا نصفق له، ولا نثور عليه.. لماذا خرجنا فى مواجهة قراراته؟.. إما أن نسقطها، وإما أن نسقطه هو شخصياً؟.. ماذا قالت تقارير المخابرات هذه المرة؟.. هل هى بداية ثورة لإسقاط دولة المرشد؟.. هل يتراجع الرئيس عن قراراته؟.. أم يطلب نزول الجيش، لنبدأ السيناريو ثانية؟.. ثورة من الكتالوج!

لم نصفق للرئيس لأنه خدعنا.. لأنه تحدث عن حقوق الشهداء وحماية الثورة، ثم أعطى لنفسه سلطات إلهية.. صنع من نفسه ديكتاتوراً.. انقلب على الثورة، وانقلب على الشعب، بدعوى حماية الثورة.. هو نفسه لم يتجرأ على تلاوة قراراته.. الناطق الرسمى كان مرتبكاً «مصفر الوجه».. تذكرته يوم الانقلاب الأول.. يوم كان يتلو قرارات الإطاحة بالمشير والفريق.. ارجعوا إلى الفيديو!

لا أعرف ماذا قالت تقارير المخابرات للرئيس؟.. هل نبهت إلى احتمالات ثورة؟.. هل فعلت مثل عمر سليمان، حين قللت من قيمة التظاهر؟.. هل خرجت الجماهير لتعود آخر اليوم؟.. هل تتحول ثورة إسقاط القرارات إلى ثورة حتى إسقاط الرئيس، ليلحق بمبارك؟.. كم يوماً نأخذ حتى يسقط النظام؟.. هل يلعب النظام على الوقت؟.. هل يطول الصراع، أم أن التجربة السابقة منحت المتظاهرين خبرة؟!

فى 25 يناير خرج الثوار يطلبون إقالة وزير الداخلية.. كبرت فى رأس الرئيس.. رفض مطالب الثوار.. افتكرها لعب عيال.. قال «خليهم يتسلوا».. احتفظ بوزير داخليته.. لم تشفع إقالته فيما بعد.. لم تشفع إقالة رئيس الوزراء.. لم يكن الزمن فى صالح مبارك.. طلب الثوار رأس الرئيس.. الشعب يريد إسقاط الرئيس.. لم يكن مبارك لديه سلطات مرسى الآن.. الآن الثوار فى مواجهة شبه إله!

أسرع سقوط لنظام حكم حتى الآن.. «مرسى» لم يحكم غير شهور.. غدر بالثوار.. غدر بالقوى الوطنية.. أصر على بهدلة الشعب.. أصر على المضى قدماً، ولو كان بالجماعة وحدها.. نسى حق الشهداء.. نسى «تأسيسية» الدستور.. لحس كل وعوده.. طالبه الثوار من جديد بإقالة وزير الداخلية.. لم يفعل.. اتخذ حزمة إجراءات استثنائية.. جعلته الحاكم بأمره.. وحده فى الحكم لا شريك له!

ما معنى ألا يُسأل الرئيس؟.. ما معنى أن تكون قراراته محصنة ضد الطعن عليها؟.. ما معنى أن يعتدى على سلطة الشعب وسلطة القضاء؟.. من الذين يشيرون عليه؟.. كيف يقول للشىء كن فيكون، دون معقب لحكمه؟.. لا إله إلا الله.. كيف تجرأ؟.. لم يكن مبارك ديكتاتوراً بهذا المعنى؟.. لم يحصن قراراته.. لم يتغول على الدستور.. «مرسى» هدم دولة القانون، بحجة حماية ثورة 25 يناير!

لا رأيت ولا سمعت بما فعل «مرسى» ودولة المرشد.. قرارات تعطى لنفسها الحق فى الأثر الرجعى والأثر الفورى.. الأثر الرجعى حين نتعامل مع قراراته، منذ 30 يونيو الماضى.. الأثر الفورى حين يطبق القانون على النائب العام الحالى.. يعنى طظ فيكم.. اخبطوا رؤوسكم فى الحيط.. أنا الرئيس لا كذب.. أضع القانون والدستور، وأفتح الحدود.. مش عاجبك شوفلك بلد تانية!

لا صفقنا للقرارات، ولا ينبغى.. لا هو سعيد بقراراته، ولا ينام.. وضعنا فى مأزق.. ليست هذه طريقة حكم.. كأنه رئيس انتحارى.. أصدر قراراته وهو يرتدى الحزام الناسف.. إما أن نرضخ له، وإما أن ينسفنا وينسف نفسه.. الحل فى عزل الرئيس شعبياً.. الحل ألا نعود من الميدان.. إما أن تسقط قراراته، أو يسقط الرئيس شخصياً!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية