لن أبدأ بمقدمات، فالوقت لا يحتمل الإطالة، فكل ما حلمت به مصر ينهار، يتساقط تحت أقدام الإخوان، الذين أثبتوا انهم "أصفارا"، لا يستحقون ما مَنً الله عليهم به.

لن أقول أنهم اختطفوا الثورة، لن أقول أنهم لعبوا كالبهلوانات علي كل الحبال ليطيحوا بالجميع في طريق انفرادهم بزمام الأمور في البلد، لن أقول أنهم أصبحوا أداة قتل يومي للمصريين في المستشفيات وعلي الطرقات وتحت عجلات القطارات، لن أقول أنهم نصبوا علي أنا شخصيا وعلي الشعب المصري ومن خلفه العالم بمشروع وهمي أسموه "مشروع النهضة" ولم نجد له وجود حتي الآن.

لن أقول أي من هذا، فقد مللت مثل من يقرأون هذه الكلمات  من تكرار سماعه، ولكن سأسألهم سؤالا واحدا .. أين أنتم؟ أنا لا أشعر بوجودكم وأتصور أن ملايين المصريين يؤيدونني في هذا.

أين أنتم؟ ، ألمحكم علي الفضائيات كالجراد تتحدثون وتتحدون وتحللون وتبررون ثم تختفون، ولا يبقي سوي غبار كلماتكم ، أين أنتم وكل ما في مصر ينهار؟ أين أنتم ولم تتحرك مصر علي الواقع خطوة للأمام منذ انفردت وجوهكم بالمشهد؟

استفحلت المشاكل في زمنكم، الأسعار، السكن، العلاج، الأمن، حتي القمامة التي تعهد زعيمكم بإزالتها تراكمت تحت أقدامنا وكأنها مشكلة مستعصية علي الحل.

يا إخواننا.. لاتحاولوا أن تصوروا لنا أن مشاكل مصر صعبة علي الحل، فكل ما نتحدث عنه لا يحتاج عبقريات لحله، لكنكم "أصفارا" ويجب أن تقتنعوا بهذا.. أنتم لا وجود لكم ، تهبون كالرياح ثم ينشغل كل منكم بجمع الغنائم وتتركون البلد تنهارتتركوننا نعاني.

أنتم "أصفار" تحتاجون إلي واحد صحيح أمامك ليعطيكم قيمة، ليجعل لوجودكم معني، لكنكم للأسف لا تعترفون بهذا، توهمت من "كلامكم" أن لديكم الحل، لكن الواقع يقول عكس ذلك، تحاولون السيطرة علي كل شئ وأي شئ بدعوي أن هذا يمكنكم من الاصلاح، وأن الجميع يحاربونكم ولا سبيل للاصلاح سوي بالاطاحة بهم، ترفضون أن تعترفوا أن هناك من يجاوركم ويجب أن يشارككم المسئولية في هذا البلد، فالمسئولية أكبر من أن يتحملها "أصفار" المسئولية تحتاج إلي واحد صحيح يقف أمام الأصفار كما قلت.

لا أتجني عليكم، ولا أبالغ، فقد صبرت منذ الثورة وحتي كتابة هذه الكلمات عليكم، وأنا اشاهد حركاتكم البهلوانية فأقول .. إنهم الأذكي.. والأكثر تنظيما، وبالتالي الأصلح لقيادة مصر في هذه المرحلة، حتي اقتنعت بأنكم "أصفارا"، أكرر الكلمة وسأكررها حتي توقنوا أن هناك من يشارككم في الوطن،وأننا جميعا في مركب واحدة، وأن محاولات الانفراد بالسلطة كانت آفة النظام البائد،والسبب الرئيسي في انهياره، والسبب في حالة التردي التي نعيشها.

أنتم"أصفارا"، كل ما أنتجتموه يدل علي هذا،فاعترفوا، واعتذروا وتعهدوا بأنكم لن تكذبوا وتتدعوا بعد اليوم، وأن فشلكم أوصلكم لحقيقة أن مصر أكبر منكم، وأن الجميع يجب أن يشارك في نهضتها، وأنكم ستقبلون بالآخر وتتعاونون معه ويتعاون معكم في سبيل انقاذ مصر.

حفظ الله مصر وجنبها كل سوء


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية