المتلونون والمتغيرون كثيرون ، والثابتون علي مبادئهم قليلون ، وبين الاثنين نري المهتزون أو المعتدلون ، أقول هذا الكلام وقلبي مليء بالاستغراب والدهشة من رجل ينتمي الي حكومة الدكتور هشام قنديل أحسبه رجلا محترما ، وأراه كذلك ، ولكن ماحدث منه خلا الايام والاسابيع الماضية ، تسبب في حيرتنا ودهشتنا ، الرجل الذي يجلس علي كرسي وزارة التنمية المحلية الوزير أحمد ز كي عابدين .

نعرف تماما انه كان من رجال النظام السابق ، ومحسوب بنسبة مائة في المائة عليه ، وتقلد العديد من المناصب منذ عام 1993 وتولي منصب محافظ بني سويف ثم محافظا لكفر الشيخ ، ومعروف عنه ارتباطه الوثيق والعائلي برموز النظام السابق .

 قبل تقلد كرسي الوزارة ، رشح لتولي وزارة النقل اكثر من مرة ، وعندما قامت الثورة ضعفت أسهمة وصنف ضمن باقة الوزراء المنتمين الي ما يسمي الفلول، وتردد اسمه عند كل تعديل او تغيير وزاري انه ضمن الخارجين من السلطه ، ولكن حالفه الحظ كل مرة رغم أنه نسب اليه انحيازه في الدعاية في الانتخابات الرئاسية لأحد المرشحين المنتمين الي النظام السابق وسخر امكانيات المحافظة لذلك .

المدهش ان الرجل عين وزيرا ، وصار محسوبا علي الاخوان ، بعد ان "فلت" بكرسي الوزارة ، وتحول من عباءة الفلول الي جلباب الاخوان . بقدرة قادر صار الرجل أقرب الي المتحدث الرسمي للحكومة ، وتحول عن انتماءاته السابقة ، وصار حاميا لحمي حكومة الاخوان .

المهم أنه اخذعدد من المواقف التي تكشف عن تصلب الرأي وعدم اللين ،مع من يخالفه في الرأي ،هذا الرجل أغلق التليفون في وجه مذيعة إحدي القنوات التلفيزيونية، لمجرد سؤال عادي ، كما شن هجوما مباغتا علي الصحفيين في مؤتمر بمجلس الوزراء، واتهمهم بالابتعاد عن الجماهير وجهلهم بما يحدث في الشارع ، ووصف نفسه بأنه وحده من يعرف نبض الجماهير ، وليس أحد غيره ،وأنه متواجد في الشارع بصفة مستمرة وبلا انقطاع

و قال الرجل انه لا يأخذ أوامر من أحد حتي من الرئيس مرسي نفسه .، ونفي وجود أزمة في البوتجاز والسولار والبنزين ، ونفي ارتفاع الاسعار ،واتهم الاعلاميين بعدم الصدق، ويبدو لي أنه عاد لأيام النظام السابق بالتصريحات الوردية وأن كل شيءعلي مايرام ، ورغم أنه الوحيد من بين 35 وزيرا ، الباقي من عهد النظام السابق ، ولاأحد ينافسه في ذلك .

نعودالي مسألة غلق المحلات ، وأنا شخصيا لا أعترض علي تنظيم غلق المحلات ، ولكن ملاحظاتي تتعلق بطريقة الطزح للقرار دون آلية محددة ، وكيف يصدر قرارا دون التشاور مع اصحاب الاختصاص ، ودون وضع برنامج للتنفيذ ، واعتقد ان تدخل مؤسسة الرئاسة جاء في الوقت بدل الضائع ، ونتج عنه هدوء حذر ومؤقت ، وباتت المشكلة مع تصريحات المسئولين وعلي رأسهم وزير التنمية المحلية ، هذه التصريحات نتج عنها توريط رئيس الوزراء نفسة ، ووضعه في مأزق كبير .

ولا ادري هل يقصد الرجل توريط رئيس الوزاء أم يقصد شيئا آخر ، واتصور ان هذا الوزير صار صانعا للازمات ، داخل ديوان مجلس الوزراء ، واعتقد انه مازال لايفرق بين النقد المباح ، والتجريح ، يري أنه خارج دائرة النقد ، وان من ينتقد سياسته في العمل يصير عدوا له ، وانه خارج دائرة أي نقد ، ومن يريد ان يتأكد مما أقوله عليه ان يراجع كيف تعامل مع مذيعة احدي الفضائيات وكيف تعامل مع الصحفيين في مؤتمر صحفي بمجلس الوزراء قبل شهر من الان ،وكل ذلك موجود علي اليوتيوب .

هذا الكلا م لانقصد به سوي الصالح العام ومصلحة البلد في ضرورة وجود مسؤلين علي قدر المسئولية ، يتحملوا النقد ،ينكرون أنفسهم ، ويعملون في صمت ، لوكنت مكان هذا الوزير ،لتذكرت نعمة الله علي ، وتذكرت قصة علاقتي الحميمه مع النظام السابق ، وبعدت عن أي جدل في الساحة، ولكن تاريخي هكذا ، وأنسي كل ذلك ثم "أخبط" في خلق الله ، وأترك مهمتي لأتحدث عن نفس ، وأجرح الأخرين ، هذا يحتاج وقفه .

ناصر فياض

nasserfayad@yahoo.com

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية