المظاهرات ليست من الإسلام فى شىء.. الإضرابات ليست من الإسلام فى شىء.. هذا عنوان خطبة الجمعة أمس.. محاولات لحصار ثورة فى الأفق.. ناقص يقولوا: الثورة ليست من الإسلام فى شىء.. لا أدرى إن كان هؤلاء الخطباء من الإخوان، أم من السلفيين؟.. لا يعرف هؤلاء أنهم جاءوا إلى المشهد السياسى، من خلال ثورة.. الآن يكفرون المتظاهرين، ويخونون المعارضين!

أتصور أننا كنا نحتفل هذه الأيام، بذكرى نصر أكتوبر العظيم.. أتصور أيضاً أننا كنا نتذكر روح أكتوبر، إن كنا فقدنا روح ثورة يناير العظيمة، فى شد وجذب وتخوين.. الإخوان أحرص الناس على تذكيرنا الآن بروح أكتوبر، وبروح ثورة يناير.. يحدث هذا فى الأسبوع الأخير لمئوية الرئيس.. احتمالات الثورة الجديدة تنكد على الإخوان عيشتهم، وتنكد على الرئيس أيضاً!

لا الخطباء يريدون مظاهرات ولا إضرابات.. ولا الرئاسة تريد مظاهرات ولا إضرابات.. ولا رئاسة الوزراء تريد شيئاً من هذا.. فكروا فى مسارات متعددة.. بعضهم استغل المساجد «للنداء الأخير» فى «الجمعة اليتيمة» قبل المئوية.. رئيس الوزراء حاول الدعوة للحوار المجتمعى..الرئيس يخشى من غضبة الميدان فى الجمعة القادمة.. هل اجتماع الرئيس، بوزيرى الدفاع والداخلية مصادفة؟!

ليس كل خطباء المساجد يدعون للرئيس على المنابر.. الشيخ محمد الظواهرى لا يدعو له، ولا يعترف به.. مشكلة الرئيس ليست مع الشعب فقط، مشكلته مع الإخوان مرة، وجماعات الجهاد مرة أخرى.. سمعت بعضاً من حوار «الظواهرى» مع الإعلامى خيرى رمضان.. شعرت بالقلق لأن الفترة المقبلة، تنذر بمواجهات إسلامية - إسلامية.. تشبه حرب القبائل!

يعتب البعض على الرئيس، أنه تأخر فى قرارات كثيرة، ووعد بوعود كثيرة.. لم يقدم منها شيئاً يذكر.. الآن يحاسبونه على الحنث بالوعود.. فى أمريكا، حاكموا بيل كلينتون على الكذب، لم يحاكموه على الفعل.. الفارق كبير بين الأمرين.. مرسى أيضاً يواجه مشكلة من نوع جديد.. المصريون يحاسبون الرئاسة على الكذب، لأول مرة فى التاريخ الحديث!

التفسير الوحيد عندى، للاحتفالات المبالغ فيها، هذا العام بنصر أكتوبر، أنها لا تعكس يقيناً عند الإخوان بالذكرى المجيدة، ولكنها محاولة لركوب نصر أكتوبر، كما ركبوا الثورة فى يناير.. أندهش أكثر عندما أسمع تصريحات، بأن الإخوان وراء نصر أكتوبر العظيم.. ضحكت عندما قرأت إعلاناً صحفياً، أن مرسى قائد نصر أكتوبر!

أفهم أن هناك محاولات مستميتة، لشغل الرأى العام، أو كسب فئات كبيرة منه بالاحتفالات، وإن كانت على حساب التاريخ.. لا أعرف كيف يتصرف الرئيس، فى الأيام الأخيرة للمئوية الأولى؟.. ماذا يقول لشعبه؟.. ماذا يكتب فى كشف الحساب؟.. ما رأيه فى حكاية المظاهرات والإضرابات والثورة؟.. هل هى من الإسلام فى شىء؟!

بالتأكيد الرئيس ليس مستريحاً ولا مطمئناً، لنزول الجماهير إلى التحرير.. وبالتأكيد الرئيس يسأل مدير مخابراته: ما هو الوضع الآن؟.. ربما يسأل جهاز أمن الدولة، الذى يقال إنه سيتبع الرئاسة، إيه الحكاية؟.. كم الأعداد المتوقع خروجها؟.. ما القرار السياسى المناسب لامتصاص الغضب؟.. بالتأكيد، لن ينتظر الطوفان مثل «مبارك».. لابد أن الرئيس تعلم درس الثورة!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية