دائما في كل مصيبة أو كارثة أو كبوة تقع لأمة الإسلام، لا أنظر فقط الى الخسائر والعواقب والمسالب، ولكن أحاول أن أبحث عن بعض المنافع والدروس المستفادة من هذه المصيبة وتلك الكارثة. وفي مصيبة الفيلم المسيء للنبي، صلى الله عليه وسلم، التي ابتليت بها أمة الإسلام هذه الأيام ، وأراد بها سفهاء أمريكا ومجرموها أن ينتقصوا من قدر النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ويشوهوا سيرته العطرة، ومحال أن يتحقق لهم ذلك، وهو النبي الذي عصمه الله من جميع الخلق وزكاه ورفع قدرته وأعلى منزلته، ولعن من آذاه في قرآن يتلى الى يوم الدين، فقال تعالى: "ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" الأحزاب/57 و58 هذه المصيبة نجحت في توحيد الأمة الإسلامية قاطبة على حب نبيها محمد - صلى الله عليه وسلم – رسول الإنسانية ، والذود عن شرفه ورد الإساءة عنه ، ولذلك نقول لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - التي دخلت في امتحان عنوانه "حب النبي": لا تحسبوا الأفلام والرسوم المسيئة شرا لكم ، بل هي خير لكم ، ولو يعلم سفهاء أمريكا والغرب الذي تطاولوا على رسول الإنسانية، أن أعمالهم المشينة هذه، سوف توقظ الأمة الإسلامية في كل بقاع الأرض من سباتها ونومها وغفوتها وغفلتها، وتجمع شتاتها وقلوب أبنائها على حب نبيها – صلى الله عليه وسلم – والدفاع عنه،.. لو يعلمون هؤلاء ذلك ما أقدموا على أفلامهم المسيئة ورسوم افكهم من قبل. ولكن أراد الله لهذه الأمة أن تستيقظ ، وأراد للأسد الإسلامي النائم أن يصحو من غفلته وغفوته ، ويرد الذئاب العاوية الجائعة عن عرينه ، إن توحد المسلمين هذه الأيام حول حب نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم –، وما نظموه من مظاهرات واحتجاجات، لا شك سوف يعطى للغرب والأمريكان درسا قاسيا ، وسوف يعلم سفهاءهم الأدب مع نبي الإسلام ، ويعرفهم قدره ومنزلته عند أمته وعند أتباعه الذين يحبونه أكثر من أنفسهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم، فنحن جميعا نفدي النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنفسنا وآبائنا وأمهاتنا ,وذرارينا والناس أجمعين. وقد آن للغرب أن يعرف قدر هذه الأمة التي جعلها الله سبحانه خير أمة أخرجت للناس ، وأن يعرف قدر نبيها محمد - صلى الله عليه وسلم – نبي الرحمة والرفق واللين والحب والسلام والأخلاق الكريمة، النبي الذي وقف لجنازة يهودي تمر عليه احتراما له، وعندما قال له الصحابة إنها ليهودي ، قال أليست نفسا ..النبي الذي أوصى بالذميين (أهل الكتاب) ، وقال "من آذى ذميا فأنا خصيمه يوم القيامة" فمن لا يعرف لهذا النبي قدره إلا جاهل أو جاحد أو معاند أو سفيه ؟!! النبي الذي قال عنه الشاعر الفرنسي لامارتين: "أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية ، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود.. أي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد ، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق.. وبالنظر إلى كل المقاييس التي يمكن أن تقاس بها عظمة البشر يحق لنا أن نسأل هل يوجد أي إنسان أعظم منه؟" بالتأكيد لا يوجد أعظم من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلموقد آن لنا نحن المسلمين أن نستثمر هذه الصحوة واليقظة الإسلامية ، وأن نوجهها التوجيه الصحيح تجاه قضايانا المصيرية في الداخل والخارج ، وهذه مسئولية علماء الأمة. وآن لنا أن نوحد صفوفنا ونجمع كلمتنا ، وننهض بمجتمعاتنا ، ونحيي صلتنا بالحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - محبةً وإتباعاً وإحياءً لأخلاقه وهديه الشريف. وأن ننتقل إلى مرحلة الحوار مع الآخر ، وتعريف العالم بنبيّنا عبر نشر أخلاقه وأوصافه وشمائله على العالمين أجمعين ، ليعرف قدره ومنزلته من يجهله من أبناء الغرب والشرق. وأن نحيا بالإسلام وللإسلام دينا وشريعة ومنهاجا ، وأن لا تكون انـتفاضتنا لنصرة النبي هذه مجرد رد فعلٍ ينتهي بانتهاء الحدث ، بل ينبغي أن يكون هذا الأمر حياً في الأمة ما بقيت ، وأن تكون نقطة انطلاق لنا لتغيير واقعنا الأليم إلى مستقبل أفضل. أحمد أبو زيدa_abozied@hotmail.com


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية