تابعت حوار الفريق شفيق مع وائل الإبراشى.. تابعت أكثر ردود الأفعال.. ذهلت لأن الحوار بلا أثر.. كان الحوار انفراداً لـ«وائل الإبراشى» قبل أن يبدأ.. حين كان الحوار لم يكن شيئاً.. كان هواء.. فشل الفريق فى إقناع الناس بوجهة نظره.. حصل على فرصة نادرة، وضيعها.. لا قدم نفسه، ولا دافع عن نفسه.. أنصاره أصيبوا بخيبة أمل.. لا ترك أثراً، ولا استفز أحداً، ولا أحيا فضولاً!

بمقاييس التعليم محمد مرسى يكسب.. يستطيع أن يقول شيئاً.. يمكن أن يثير الجدل.. مرسى يكسب كل الرؤساء الذين سبقوه علماً.. الناصريون يقولون: «ناصر» كان مثقفاً.. الساداتيون يرون أنه كان متحدثاً.. المباركيون لا يستطيعون أن يقولوا إنه كان مثقفاً ولا متعلماً ولا متحدثاً.. مرسى يكسب شفيق مرتين.. واحدة فى التعليم، والثانية فى السياسة.. هل كان يكسبه «شفيق» فى الإدارة؟!

لا نجح الفريق شفيق، عبر أربع ساعات، فى أن يقنع أنصاره بقصة هروبه، ولا نجح فى إقناع خصومه.. لا نجح فى إقناعنا بأنه كان يصلح رئيساً، ولا بأنه مسؤول شريف.. لا نجح فى أن يقنعنا بأن لديه رؤية، ولا نجح فى أن يقنعنا بأن وصوله إلى قصر الرئاسة كان الأفضل.. مرسى يقنعك.. يجتهد فى إثارتك.. يحاول أن يستميلك.. الذين قالوا إنه الشيطان الأكبر عادوا وكتبوا فيه المدائح!

الشباب يقولون على الناس «الفارغة» شوية بدل.. الفريق كان مجرد «بدلة» نقول عليه رجل دولة.. مبارك أيضاً كان بدلة.. هيئة يقولون عليها كاريزما.. كثيراً ما تحدثنا عن الكاريزما، قبل الانتخابات الرئاسية استبعدنا أسماء رائعة منها البرادعى.. جرينا وراء أحمد شفيق، باسم رجل الدولة.. رفض أصحاب هذه الفكرة أن يكون مرسى رئيساً.. لا هو هيئة رجل دولة، ولا هو هيئة زعيم!

سيطرت علينا فكرة الزعيم بعد الثورة.. كنا نتمنى «ناصر».. مرسى ليس فيه من الزعيم الخالد شىء.. يكره «ناصر»، ويريدها إخوانية.. استبعدناه فى البداية، لكنه فاز وأصبح الرئيس.. نريده زعيماً مثل ناصر.. متحدثاً مثل السادات.. رجل دولة مثل مبارك.. هكذا كانت الأفكار.. كنا عاوزين «شوية بدل».. فوجئنا بـ«شوية جلاليب».. هل تفعل جلاليب الصين ما لم تفعله بدل باريس؟!

الصدمة بعد حوار «شفيق» جعلتنا نصمت، ونرضى بـ«مرسى».. أسعد الناس بانفراد الإبراشى هم الإخوان.. على الأقل «مرسى» لم يتلوث.. كما أنه مجتهد.. ربما كان متهماً بالأخونة.. هذه مسألة أمرها سهل.. لا تخافوا على مصر.. حكمها الاحتلال عشرات السنين.. لا تكلمنا فرنساوى، ولا إنجليزى، ولا تركى.. ولا يمكن أن نتكلم إخوانى.. اطمئنوا، لا تعيش لنا بدل.. ولا تعيش لنا جلاليب (!).

هروب الفريق شفيق بدا كأنه عمرة.. عمر سليمان خرج للعمرة وعاد فى صندوق.. شفيق خرج ولا أظنه يعود بإرادته.. أبناؤه من حقهم العودة.. درس كبير فى هروب الفريق.. كأنه ترشح لحاجة فى نفسه.. قصة سقوطه وهروبه مدوية.. صدمنا مرشحاً وهارباً.. قصة سقوط مبارك أكثر صدمة.. قصة سقوط العسكر مرعبة.. كانوا «شوية بدل».. عبارة عن هواء.. ريش نفخته الثورة!

الانفراد الذى حققه «الإبراشى» هو الحوار نفسه مع الفريق.. غير هذا لا انفراد ولا إثارة.. عرفنا أنه فى دبى قبلة المطاريد.. لا عرفنا شيئاً عن هروبه، ولا عرفنا شيئاً عن سقوط النظام.. لم يكشف تفصيلة واحدة لم نعرفها.. مات الحوار، وانصرف عنه الناس.. حوار الوزير أحمد مكى كان أكثر إثارة، مع الفارق!

 

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية