اللواء العصار، مساعد وزير الدفاع، ظهر هذه المرة بشكل جديد.. لا يذيع بياناً عسكرياً.. لا يقدم تحليلاً لقرارات أصدرها المشير والمجلس العسكرى.. لا يصدر تعليمات للصحفيين.. «العصار» هذه المرة يستعطف الصحفيين أن ينسوا الجيش، باعتبار أن دوره السياسى انتهى.. قال «العصار»: بلاش نتكلم فى الماضى.. فعلاً الماضى ده كان كله جراح.. السؤال: لماذا نغلق الصفحة الآن؟! إغلاق صفحة الثورة والجيش لا يأتى بسهولة.. هناك علامات استفهام كبرى.. إن كنا نغلق الصفحة مع الجيش فلا ينبغى أن نغلقها مع المشير، والمجلس العسكرى.. ألغاز كثيرة لا نفهمها حتى الآن.. من أول البيان الأول، حتى قرار الإقالة الشهير.. خارطة الطريق غير مفهومة.. تسليم السلطة فى عرض البحر غامض.. المشير قفز من المركب فجأة.. فكيف نغلق صفحة الجيش والثورة؟! لا يمكن أن نغلق صفحة من تاريخنا بهذه السهولة.. لا يمكن أن نغلقها لأن «العصار» يطلب غلقها.. لا يمكن أن نستسلم لرجاء، بينما ضيّع المشير ورفاقه الثورة، وتركوا ظهرها خالياً.. من الجائز أن نطوى صفحة الجيش، لكن مستحيل أن نطوى صفحة «حكم العسكر».. قد ننأى بأنفسنا عن ذكر الجيش بأى شىء يسيئه، لكن المقولة القديمة «ممنوع الاقتراب أو التصوير» انتهت! أتفق «مع العصار» فعلاً، «بلاش نتكلم فى الماضى»، كى نبنى المستقبل، لكن لا يمكن أن نتساهل فى أخطاء تسليم الثورة.. لا يمكن أن نتساهل فى أخطاء خارطة الطريق.. لا يمكن أن نتساهل فى ممارسات بعض العسكريين، قبل الثورة وبعد الثورة.. لا هو محظور ولا حرام أن يجرى تحقيق مع المشير والفريق .. لا هو حرام ولا محظور أن يجرى التحقيق مع رئيس هيئة الرقابة الإدارية! استطاع الثوار أن يعرفوا سجون أمن الدولة.. استطاعوا أن يقتحموها، ويخرجوا المعتقلين منها.. هناك سجون سرية فى الرقابة الإدارية.. بعيدة عن العيون.. بعيدة عن المجتمع المدنى وحقوق الإنسان.. بعيدة عن القانون.. تخضع لأحكام دولة الرقابة الإدارية.. لا نعرف عنها شيئاً.. لا تدخلها النيابة.. لا أحد فى مصر يعرف عنها شيئاً.. لابد من سؤال رئيسها المعزول فريد التهامى! الرقابة الإدارية كانت جزءاً من التابوه.. لا نذكر الجيش ولا نقترب منه.. أيضاً لا نذكر الرقابة الإدارية، ولا نقترب منها.. رئيسها يأتى بأمر المشير.. يعمل بأمر المشير.. يضبط فلاناً، أو يعفو عن فلان.. رجالها أخطر من أمن الدولة.. سجونها أقسى من أمن الدولة.. هناك تحت الأرض 15 عنبراً.. قيل إنها كانت باتفاق مع حبيب العادلى.. هل نطوى هذه الصفحة أيضاً مع صفحة الجيش والثورة؟! لا أحد قبل الثورة كان يستطيع ذكر كلمة عن الجيش من قريب أو بعيد.. كان الجيش محصناً من النقد.. بعد الثورة سقطت التابوهات.. «العصار» يريد الآن أن يرجع للصفحة القديمة.. ربما نوافقه حفاظاً على قدسية الجيش.. المهم أن نعرف ما جرى لنا.. اترك لنا المجلس العسكرى، الذى كنت منه، وسنترك الجيش بعيداً عن النقد.. هنا فقط يمكن أن نطوى الصفحة، ونعود للصفحة القديمة! الأمن القومى على العين والرأس.. لكن من يرد على استفساراتنا بشأن المجلس العسكرى؟.. من يحل لغز خارطة الطريق و«لجنة البشرى»؟.. من يرد على استفساراتنا بشأن صفقة تسليم السلطة؟.. من يرد علينا بشأن ميزانية الجيش؟.. من يفتح ملف الرقابة الإدارية وسجونها؟.. عندئذ نقلب الصفحة، ونعود للصفحة القديمة (!).


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية