يسعي الرئيس محمد مرسي ، لإتمام إحكام قبضته علي البلاد , تدريجيا ،ولعل إحالة المشير طنطاوي والفريق عنان وعدد من اعضاء المجلس العسكري , كانت البداية , واتبعها الرئيس بعدد من القرارات نتج عنها المجيء بمجلس عسكري جديد خلال 72ساعة من الإقالة هذه الخطوة غير المتوقعة قد حققت نجاحا باهرا، ورفعت شعبية الرئيس . لكن أريد أن أنبه هنا الي شيئين الاول : ان القرارات انسجمت تماما مع أهداف الثورة , ثانيا : انها لاتقلل من مكانة المشير، والفريق بل علي العكس أكدت وطنيتهما هم وكل اعضاء المجلس العسكري السابق، وكشفت عن تفضيلهما مصلحة البلاد علي أي مصلحة أخري ، وأظهرت كيف يكون الولاء للوطن والرئيس ، خرج المشير طنطاوي من الخدمة بهدوء ، وتأكد مدي عظمة هذا الرجل الذي حمي الثورة وحمي الرئيس الجديد حتي جلس علي كرسي الرئاسة ، وحمي الشعب مما يدبر له في الظلام ، ونأمل كل التوفيق لقادة الجيش الجدد في هذه المرحلة الحساسة . الآن يقوم الرئيس بعدد ممن اللقاءات مع القوي السياسية ، وغيرها من القوي الاخري الفاعلة في المجتمع ، وصار الطريق مفتوح بالكامل أمام الرئيس ، وعليه ان يختار :أن يكون ديكتاتوريا ، ومتسلطا ،وفرديا، وامتدادا لأنظمة الحكم السابقة الفاسدة ،ويتمنى كل مصري من قلبه أن لا يحدث ذلك ،أو يكون حكما عدلا يقيم دولة المؤسسات ، ويبني دولة العلم لاينفرد بقرار ولا يعمل إلا لمصلحة مصر إذا اختار الرئيس الانحياز للديموقراطية ، فعليه فورا أن يستكمل تنفيذ باقي اهداف الثورة ، ويفي بما وعد به ، ويتأكد أن عيون وعقول 90 مليون مصري تراقبه وتحاسبه علي ماتعهد به ، عليه أن يسرع باستكمال الفريق الرئاسي ، وياتي في القصر الجمهوري بنواب جدد للرئيس من بينهم امرأة وقبطي ، نريد أن نشاهد مرسي متجولا بين المناطق العشوائية وسكان المقابر ، نريد أن نراه بين الناس فعلا ليس لالتقاط الصور والشو الاعلامي أن يعيش هموم الناس فعلا ، نريده ان يستمر علي بساطته في الحياة ، وعدم الالتفات الي أي ضعوط تمنعه من هذه البساطة . أعترف وأشهد انني صليت العشاء خلف هذا الرئيس في أحد أيام شهر رمضان المعظم في احد مساجد القاهرة الجديدة ، وشاهدته أكثر من مرة مصليا وخطيبا خلال الشهر الفضيل ، أري ان يترك مرسي مجال الخطابة والوعظ ، ويسرع الخطي الي طابور الاصلاحات المعقدة التي تنتظره. أمام الرئيس الدستور الذي أوشك علي الانتهاء وندعوه أن لا يقترب منه ولا يمنح لنفسه صلاحيات تجعل منه ديكتاتورا، وننبه الرئيس الي أحترام يقوله فقهاء القانون خصوصا مدة الرئاسة، وأقول للرئيس :أرجوك ياريس احترم ما تعهدت به ، أمامك انتخابات برلمانية شديدة الاهمية ، نأمل في نزاهتها المطلقة . أيها الرئيس: مصر العظيمة التي اختارتك رئيسا لها ، تتطلع الي حياة جديدة ويريد الشعب أن يري أعمال تطهير الجهاز الاداري للدولة من الفاسدين والمتورطين رسميا والموجودين حتي الان في أعمالهم ، يارئيس مصر أمامك 16 مليون شاب عاطل من خيرة شباب مصر ينتظرون فتح باب الرزق لهم ، أمامك ملفات الامن والاقتصاد ، والنظافة ورغيف الخبز والمرور , والفقر , والعدالة الاجتماعية ، والصحة العامة وسيناء والزراعة والصناعة والري وغيرها من الملفات الخدمية العاجلة . يارئيس مصر: مر الان ما يقرب من نصف الفترة الزمنية التي حددتها والمعروفة بالمائة يوم ، والتي خصصتها لمعالجة القضايا الجماهيرية الملحة ولو مؤقتا ، ولكن يبدو لي ولرجل الشارع اننا لم نجد التقدم المنشود - حتي الان – في مجالات النظافة والمرور ورغيف الخبز والوقود، ولم يتبق سوي نصف المدة , ولكن الفرصة مازالت امامك لكي يشعر كل مصري بأن هناك علي الاقل مؤشرات ايجابية , نحن نتمني لك التوفيق , وفي نفس الوقت نلزمك باستكمال كل أهداف الثورة , ونذكرك بدماء اكثر من 1000 شهيد ، ضحوا بحياتهم كي تبقي مصر بلا فساد اومحسوبية أو رشوة أو سرقة أو ظلم ، نحن نعد عليك الايام وواثقون في الله وفيك أن تكون المنقذ لمصر واهلها . أن مصير مصر صار في رقبتك وسمعتك في يديك ، ربما تدخل التاريخ من أوسع أبوابه ،وتتصدر طابور العظماء ونتمني من قلوبنا ذلك وربما يكون عكس ونامل ألا يحدث مطلقا . ناصر فياض nasserfayad@yahoo.com


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية