لا المستشار زكريا عبدالعزيز أجابنى الإجابة الشافية، ولا الدكتور عصام العريان فعل الشىء نفسه.. صحيح أننى تحدثت مع «عبدالعزيز» ولم أتحدث مع «العريان».. لكن الأخير أغنانى عن الكلام، عبر تغريدة له على «تويتر».. هناك جدل كبير حول وضع السلطتين التشريعية والتنفيذية فى يد الرئيس وحده.. «العريان» قال: السلطة التشريعية، فى ظل غياب البرلمان، أشبه بأكل الميتة! حين سألت صديقى المستشار زكريا عبدالعزيز عن وضع السلطة التشريعية وجدته معتكفاً.. تبادلنا كلاماً كثيراً فى نواح عديدة.. توقفنا عند احتفاظ الرئيس بالسلطة التشريعية أيضاً.. قلت للقاضى الكبير: أنتم الآن حول الرئيس تشاركونه فى الحكم، لماذا لم تنصحوه بالعدول عن ذلك؟.. لماذا تسمحون له بأكل الميتة، كما يقول «العريان»؟.. قال: الحكاية كلها شهور، كأننا فى عطلة برلمانية! المعروف أن الرئيس فى العطلات البرلمانية يستخدم حقه الدستورى فى إصدار قرارات لها قوة القانون، للضرورة، ثم تعرض على مجلس الشعب فى أول انعقاد له.. يوافق أو يرفض.. المؤيدون للرئيس، ومنهم «عبدالعزيز» و«العريان» بالطبع، يرون أنها تشبه حالة من حالات الضرورة.. العريان شبهها بأكل الميتة.. هم أحرار فى إيجاد المبررات.. أذهلنى اختفاء المعارضة تماماً! غياب المعارضة واختفاؤها لافت للنظر.. لا أدرى إن كانت قرارات «مرسى» بإقالة المشير والفريق هى السبب.. لا أدرى إن كانوا قد يئسوا مبكراً.. لا أدرى إن كانت قرارات الرئيس عين حمراء؟.. أم رسالة لكل الأصوات القانونية والقضائية؟.. كل شىء جائز.. يلفت نظرى غياب صوت المستشار أحمد الزند، والمستشارة تهانى الجبالى.. إذا كان السكوت من فضة، فالكلام من ذهب! يوم سحب الرئيس قرار المشير بحل البرلمان قامت الدنيا.. اتهمه البعض بالانقلاب الدستورى.. اتهموا الرئيس بالخيانة العظمى.. بعضهم طالب بمحاكمته.. بعضهم قال الرئيس فقد شرعيته.. لا أعرف أين ذهب فقهاء القانون الآن، مع أن الرئيس ألغى الإعلان الدستورى المكمل، وانقلب على السلطة؟.. أين تبخروا جميعاً.. المتابع للمشهد يتصور أنهم رهن الاعتقال، أو تحت الإقامة الجبرية (!) تصورت أن هناك من يقف ليعارض إلغاء الإعلان، الذى أقسم الرئيس بمقتضاه.. تصورت أن هناك من ينتفض، لأن الرئيس يحتفظ الآن بسلطات تشريعية، بجانب السلطة التنفيذية.. لا ثار أحد من الفقهاء، ولا انتفض .. تبخروا تماماً.. تعجبت لأن الحق لا يعرف توقيتاً.. لا يحتاج قوة حتى تجهر به.. المعارضة ليست لها أوقات.. صمت الفقهاء يخذلنى.. صمت أندية القضاة يقتلنى.. لماذا يصمتون؟! هل القضاة يخشون من المقصلة؟.. هل يخشون من احتمالات مذبحة تشبه مذبحة 69؟.. هل الوضع الحالى للرئيس قانونى؟.. هل هو شرعى؟.. هل الاحتفاظ بالسلطتين، إلى نهاية العام تقريباً، شىء طبيعى؟.. هل هناك مخاوف من إقدام الرئيس على تغيير قانون السلطة القضائية، والإطاحة ببعض الهيئات؟.. أين صوت «الزند» رئيس نادى القضاة؟.. سمعنا صوته فى التغيير الوزارى، واختفى! مصطلح «أكل الميتة» ظهر بعد الثورة.. الذين انتخبوا «مرسى» كانوا يأكلون الميتة.. الذين انتخبوا «شفيق» كانوا يأكلون الميتة.. احتفاظ الرئيس المنتخب بالسلطة التشريعية يشبه أكل الميتة.. متى نأكل الحلال؟.. متى نترك الجيفة؟.. المفترض أن وجود الرئيس يضع حداً لهذه الحالة الشاذة، خاصة أنه رئيس جمهورية الثورة!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية