قلنا من قبل أن أمام الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء الجديد، فرصة تاريخية نادرة , لتحقيق أهداف الثورة وتحقيق معجزة البناء والتنمية، وأمامه الفرصة لكي يسجل اسمه بين رجالات مصر الكبار , وامامه الوقت الكافي الذي لم يكن متاحا لغيره من رؤساء الوزراء السابقون ,لإظهارالعمل الجاد لراحة الناس , ورغم ذلك تمكن بعضهم من احداث لمسات في آداء حكومته مثل الدكتور كمال الجنزوري , ولأن الجواب" يبان من عنوانه " كما يقولون, فسوف تبدأ محاسبة قنديل مع مرور الشهرالاول علي حكومته . ونأمل ان تكون المؤشرات الأولية لرجل الشارع ايجابية علي آداء الحكومة , وأعتقد ان فترة شهر كافية لكي يشعر المواطن بالحكومة الجديدة ومواجهة المشكلات اليومية ولو بشكل مؤقت وعاجل مثل القمامة ورغيف الخبز والسولار والمرور وانقطاع الكهرباء وغيرها من المشكلات التي تظهر نتائجها خلال ساعات وليس ايام. ورغم مرور الاسبوع الاول علي الحكومة , إلا ان الوضع كما يبدو أمامي ليس به أي مؤشرات يمكن ان نطلق عليها ايجابية , وقد شهد الاسبوع الاول بل الساعات الاولي لتولي الحكومة مزيد من الفوضي وقطع الطرق وحريق نايل سات وتصاعد ازمة انقطاع الكهرباء , ووقوع مجزرة رفح في سيناء , واستمرار حوادث قطع الطرق , وغيرها من الانفلات الامني والمروري والنظافة والسولار . ولكي لا يتهمنا احد أننا نساعد علي احباط الحكومة الجديدة , نكرر التنبيه علي رئيس الوزراء , أن عليه ان يتخذ من القرارات الشجاعة ما يؤكد قوة عزيمته , وشدة ادارته , وسلامة مقصده , ورفضه لكل اشكال التسيب , وانحيازه الكامل الي مطالب الفقراء وعامة الشعب الذي انتفض علي الظلم في ثورة 25 يناير واطاح برؤوس الفساد . اعتقد أن من حق الشعب أن يكون له رئيس وزراء علي قدر المسئولية , والصورة امامي تبدو في قيام قنديل بالسعي لعمل روح جديدة في عمله حيث قرر القيام بزيارات مفاجئة لمواقع العمل والاطلاع مباشرة علي حقائق الامور بدون رتوش، هذا جميل ولكن اشك في أن تكون هذه الزيارات مفاجئة فعلا وبالتالي تفقد الهدف منها , بدليل ان الوزراء المختصون يعلمون بالزيارة , وبالتالي اي زيارة مفاجئه تكون افرغت من معناها , ففي زيارة قسم شرطة قصر النيل اصطحب" قنديل " الوزيرالمختص ,وأيضا في زيارة منطقة الاهرام اصطحب"قنديل " الوزير , وهكذا فقدت الزيارة الهدف منها , وانبه قنديل أن يفكر بشكل اخر وينهي المشاكل الفعلية للناس بدلا من الزيارات الاستعراضية التي يقوم بها، وقد فعلها عصام شرف من قبل ولم تفلح . وهناك مشاكل لم ينتبه اليها "قنديل" مثل عدم القيام بحملة تطهير داخل مجلس الوزراء , يتم فيها المجيء بعناصر جديدة وبديلة عن الموجودين في المراسم والامن ومكتب رئيس الوزراء والمكتب الصحفي وكافة ادارات المجلس وجميعها تابعه لنظام الفلول المنصرم , وازعم ان قنديل لن ينجح في عمله إلا بالتحرر من قبضة هؤلاء , اللذين يسهرون الليل والنهار لإقناع قنديل بعدم الالتفات الي ما يكتب عنهم , وانهم في حالة شديدة الاخلاص له , وان مستقبل الوطن مرهون ببقائهم الي جواره , في حين ان مايكتب ضدهم ياتي من فرط الحرية الممنوحة من سيادته للصحفيين والاعلام , وان مجرد دخول الصحفيين بوابة مجلس الوزراء نعمة كبيرة لم يعترفوا بها , بدليل مايكتبونه ضد بعض العاملين في مجلس الوزراء . وأريد أن اقول ل" قنديل" , أنت امام امران لا ثالث لهما , الاول : إما ان تقول كلمتك في التغيير داخل المجلس , والثاني : إما ان ترضخ لهما , وتسكت باعتبار انه ليس في الامكان ابدع مماكان , وهنا نهايتك المحتومة , لأن رئيس الوزراء الذي يعجز عن تجديد الدم في ديوان الحكومة التي يرأسها ، غير قادر بالفعل عن ادارة بلد اسمه جمهورية مصر العربية التي يقطنها 90 مليون بني آدم من خيرة سكان العالم قاطبة. يا قنديل , الايام تمر والناس تحاسبك علي كل يوم يمضي دون ملامح علي وجود مجرد تحسن في حياتهم اليومية , فاسرع الخطي الي الامام , ولا تنظر الي موضع اقدامك , هناك من يريد لك الفشل , فلا تستمع له ولا تلتفت اليه ، وهناك من يريد لك النجاح والسداد , فلا تتركه واجعله معينا ومعاونا لك . ناصر فياض nasserfayad@yahoo.com


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية