اليوم يختار المصريون بين النار والجحيم ، فما وصلنا إليه لا يبشر بخير، كل الطرق تؤدي إلي الفوضي، مأزق طرفي الصراع علي كرسي الرئاسة وضع الجميع في حيرة ، فالاختيار صعب بين ممثل الفلول والنظام السابق، وممثل الاخوان الذين لم يفوتوا فرصة لابتلاع مصر إلا واستغلوها.

لن أنكر أن القوي الثورية فشلت في فرض وجودها، وأن طمع المرشحين وأنانيتهم كانتا سببا في وصولنا للحائط السد الذي نقف جميعا أمامه.

قد يري البعض أن هذا الكلام لم يعد له فائدة، فما حدث قد كان، لكن أري أن الفرصة دائما متاحة، وأن نجاة الثورة واستمرارها حتي تستكمل أهدافها أمرا يظل ممكنا، وحق يصعب علي طرفي الصراع علي كرسي الرئاسة انتزاعه، فما أنجزه الثوار في 25 يناير صعب أن يغتال، حتي في ظل المشهد المأسوي الذي أصبحنا مضطرين للتعامل معه رغم أنوفنا جميعا.

أعرف أن الاختيار بين مرسي وشفيق صعب، فكلاهما مر، وهذا ليس رأيي وحدي ولكن رأي كل من شارك في الثورة وعاش أحلامها.

إذا ما الحل؟ أتصور أن الحل يكمن قي تخطي مرحلة الاختيار وتجاوز المأزق الذي وصلنا إليه والنظر لما هو آت وبالتالي التفكير في احتمالات التعامل مع النتائج الذي ستنتهي إليها الانتخابات.

من يصل إلي الكرسي؟ لا يهم.. الأهم كيف سنتعامل معه؟ هل نترك البلد وكأن شيئا لم يكن ونجلس ننتظر ماذا سيقدم أي من المرشحين حال فوزه؟ أم نتخذ خطوات إجرائية تجنبنا للصدام أيا كان من يصل؟ وفي الوقت ذاته نجبر من يجلس علي كرسي الرئاسة أن تصبح أهداف الثورة وحتمية – ليس ضرورة- تحقيقها أمرا لا يحتمل المناقشة أو التسويف.

كنت وما زلت أري أننا صنعنا النتائج، ونتحمل جزءا كبيرا من المسئولية، فنحن صوتنا بعشوائية دون أن نحسب النتائج وهذا ما أوصلنا لما نعاني منه.

إختر من تراه مناسبا من وجهة نظرك، لكن لا تنكر علي الآخر إختياره، فله ما لك من حرية الاختيار، المهم ألا ننسي أننا صنعنا أعظم إنجازات مصر الحديثة، تحررنا بأيدينا وأصبح من الصعب سلب ما حققناه.

لا تهم النتائج بقدر أهمية تعاملنا معها فما دام الإختيار أصبح حق لن ينتزعه منا أحد، فهذا يكفينا في هذه المرحلة، من يفوز لا يهم، الأهم أن نجبره علي احترام ثورتنا والحفاظ علي مكتسباتها وإلا سيلحق بمن سبقوه.

حفظ الله مصر وجنبها كل سوء


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية