أصدق الدكتور محمد مرسى فى أن دولة الفرد انتهت.. الدكتور أبوالفتوح قال ذلك أيضاً.. على كل حال الثورة تمنع الديكتاتور.. لكن هل انتهت دولة الفرد، لتحل محلها دولة الجماعة؟.. هل نحن بإزاء دولة المرشد؟.. هل يمكن أن تشطب جماعة الإخوان حلمها كله بتصريح واحد؟.. هل تضحك علينا بالكلام، حتى يستقر مرشحها على كرسى الرئاسة؟.. ما هى الضمانات التى تقدمها الجماعة للرأى العام؟! لا أتصور أن نكون بهذه السذاجة.. ولا أتصور أن نكون من «العبط»، بحيث نصدق كلام «مرسى» وجماعته.. التجارب التى مارسوها تفضح ما يقولون.. هم عرفوا أنهم خدعونا مرات.. اعتذروا أحياناً.. قالوا الظروف والجوابات أحياناً أخرى.. الآن يحاولون مغازلة الأقباط بتعيين نائب.. الأقباط لا يصدقون.. هناك من اتهمهم بالخيانة، لأنهم صوتوا لـ«شفيق» فى الجولة الأولى، مع أن المسلمين صوتوا له أيضاً! طمأنة المصريين عامة والأقباط خاصة كان يمكن أن تكون بالممارسة.. ليس بالكلام وحده نطمئن.. كنا ندافع عنهم قبل الثورة.. لأنهم فى موقف ضعف.. نعرف أنهم كانوا معنا فى ميدان التحرير.. أول ما ركبوا تحدثوا عن شرعية البرلمان، وعدم شرعية الميدان.. نسوا الثورة ونزلوا يحمون البرلمان.. الممارسة كانت أنانية، وكانت احتكارية.. يريدون الشعب والشورى والحكومة والرئاسة! تصريحات «مرسى» فى مؤتمراته تقول «غلطنا».. يعترف «كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».. يستخدم الدين فى السياسة.. الخطاب مخيف للغاية.. كثيرون يكفرون أكثر الناس اعتدالاً.. سئمنا حديث الجنة والنار.. هل يعنى أن من يصوت فى الإعادة ضدهم أنه سيدخل النار؟.. «جنة ولا نار.. آه يا خوفى».. كما يتساءل العندليب.. مشكلة كبرى تسبب فيها الإخوان منذ لحظة التنحى! قمة القهر فعلاً أن تختار بين «مرسى» و«شفيق».. كلاهما مر.. لكن الخوف يتبدى أكثر عندما يفوز «مرسى».. هكذا قالت فردوس عبدالحميد أمس، فى حوارها لـ«دينا دياب» بالوفد.. ذكرت «فردوس» أنها تشعر بالخوف على مستقبل الفن.. الفنانون خائفون، والإعلاميون خائفون، والليبراليون خائفون.. هل قمنا بالثورة، لنصنع جمهورية الخوف؟.. هل نسلم كل مفاصل الدولة للإخوان؟.. هل نسلم الشرطة والجيش؟.. هل يكون ضباط الجيش والشرطة بجلباب ولحية؟.. هل ننتظر حتى تتغير هوية الدولة المصرية؟! يعرف «مرسى» وجماعته أن المرأة خائفة على مستقبلها.. يعرف أن الإعلام خائف من غلق الصحف والفضائيات.. يعرف أن الأقباط خائفون من وصولهم للحكم.. قال: «لا فرض للحجاب، ولا غلق لوسائل الإعلام، ولا تفرقة بين مسلم ومسيحى».. كلام لا أكثر ولا أقل.. وعود لا تصدق ولا تصان.. من يصدق ما يقول؟.. من يضمن ألا يغلطوا من جديد؟.. نرجو ألا «نغلط» نحن، ونترك لهم رئاسة البلاد! الاحتكار قبل الثورة كان على استحياء.. الاحتكار بعد الثورة بلا قلب.. يعرف أنها فرصة قد لا تأتى.. هذه هى المشكلة.. ما يشعر به الناس من الخوف لم يحدث بين يوم وليلة.. لكنها ممارسة الإسلاميين جميعاً تحت القبة.. ممارساتهم زمان، وممارساتهم الآن.. الآن يستعجلون الزمن، يحاولون إصدار القوانين التى تصب فى صالحهم.. يعطلون إصدار الدستور، ليبقى ورقة فى أيديهم! من المؤكد أن دولة الفرد قد انتهت، لكن من يضمن ألا تكون دولة الجماعة هى البديل؟.. إن فاز مرشح الجماعة بمقعد الرئاسة، سنعيش دولة الخوف.. سنعيش دولة المرشد.. جائز أن يصب هذا الكلام فى مصلحة الفريق شفيق.. لا يهم.. الأهم هو مصلحة الوطن أولاً!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية