يومان وتتضح الرؤية، يومان وتنتهي حالة الفراغ الرئاسي التي بدأت برحيل الطاغية مبارك, وعجز "العسكري" عن ملئه، رغم كل مابذله من محاولات، يومان ويأتي "الفرس"، كنت أتمني أن أقول "الفارس"، لكن لاأري في كل من خاضوا سباق الرئاسة من يقنعني بأنه "فارس"، يستطيع أن يقود مصر إلي بر الأمان، يحركها وبخطوات سريعة في اتجاه النهضة، للأسف لم يقنعني أحد منهم أنه يمثل "الفارس" الذي ننتظره ليمحوا سنوات القهر التي عاصرناها. أصبحت مقتنعا بأن"الفرس" يكفينا في هذه المرحلة، فالعربة تريد من يحركها، لتيدأ عجلاتها في الدوران، بدلا من حالة التوقف القاتل الذي أصابها، خاصة ونحن لانملك الكثير من البدائل بعد أن قتل النظام السابق "لارحمه الله" فرصنا في الاختيار، بعد قتله لما يمكن أن نسميه بالصف الثاني من القادة . لن أنكر حزني علي ما آلت إليه الثورة، فالأمل كان كبيرا، في أن تفرز من بين من شاركوا فيها من يستطع أن يقود مصر بفكر ومنهج مختلف، ولن أقول "ثوري" كما يقول البعض ، فبلد مثل مصر لا تحتاج سوي لـ"العدالة"، فأن يأخذ كل ذي حق حقه ، ويعاقب كل من يعتدي علي حقوق الآخرين أو يستغلهم أيا كان، كفيل بأن تنهض مصر. لقد وجدنا أنفسنا مضطرين في نهاية المطاف لتقبل المنافسة بين مجموعة من "الفلول" ومجموعة من شركاء النظام السابق، ومجموعة من الصيادين الذين تربصوا بالفريسة حتي حان وقت الانقضاض فانقضوا عليها لالتهامها كاملة تاركين للآخرين "المشاهدة والحسرة". ما أسفر عنه الوضع بعد الثورة كفيل بأن يصيب الجميع بالإحباط، لكن هذا ما حدث، لكن الزمن لم يتوقف بعد، وبالتالي ففرص التغيير والتصحيح مازالت متاحة، يكفينا الآن "الفرس" ، وننتظر أن تفرز الايام القادمة "الفارس" صوتوا لمن ترونه قادرا علي النهوض بالبلد، واختاروا أفضل "الوحشين"، فكلهم في الهم سواء، لكن يجب أن تؤمنوا أن قدرتنا علي الاختيار أصبحت حق مكتسب لن نسمح لأحد مهما كان أن ينتزعه منا، يأتي من يأتي لم يعد مهما ، فالوقت والاختلاف سرقا منا الكثير، لكن الأمل في أمة محت ثلاثون عاما من الاستبداد بمنتهي الرقي والتحضر والإصرار يجب ألا يموت . يجب أن نحترم من ستأتي به الصناديق ، ما دامت لم تزور، أيا كان ، وفي الوقت ذاته يجب أن نتذكر أننا من اختار ، وأن حق الاختيار أصبح لنا، فمن حئنا به سنظل قادرين علي الإطاحة به . ولننتظر معا "الفرس" الذي ستأتينا به الصناديق حفظ الله مصر وجنبها كل سوء


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية