التصريحات التى أدلى بها المشير طنطاوى، أمس، لها احتمالات ثلاثة، بحسب المتلقى لها.. أولاً: قد يعتبرها البعض رسالة طمأنة للرأى العام فى المطلق.. ثانياً: قد يعتبرها البعض رسالة طمأنة للثوار.. ثالثاً: قد يعتبرها البعض رسالة طمأنة للإسلاميين.. أمس طالب «المشير» الشعب بالقيام بمسؤولياته الوطنية لاختيار الرئيس، وتعهد بأن تقدم مصر نموذجاً لإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة! رسالة المشير تبعث على الطمأنينة بقدر ما تبعث على القلق.. ماذا تعنى كلمة انتخابات نزيهة؟.. نزاهة الانتخابات عند الإسلاميين تعنى أن يسلموا بالنتيجة مقدماً، فكما كانت فى صالحهم فى الانتخابات البرلمانية، عليهم أن يسلموا بها فى الرئاسية وإن خالفت هواهم.. وتعنى كلمة نزيهة عند الثوار أنهم سوف يظلون خارج السياق، كما حدث فى انتخابات البرلمان، وسيكون التصويت فى حدود النسبة ذاتها! الاحتمال الأخير، أن تكون كلمة نزيهة لها مدلولها عند أنصار النظام السابق.. فى هذه الحالة، فإن الجيش يحمى العملية الانتخابية من الألف إلى الياء.. من أول عملية التصويت، إلى نقل الصناديق إلى عملية الفرز وإعلان النتيجة.. بما يعنى إطفاء أى نيران قد تشتعل بعد إعلان فوز الرئيس.. وهى مسألة عبر عنها الفريق أحمد شفيق أصدق تعبير، فى سؤال من الزميل وائل الإبراشى! اللافت للنظر أن الفلول يشعرون بأنهم لم يكونوا أقرب إلى قصر الرئاسة كما هم اليوم.. وربما استشعر ذلك بعض من أنصارهم.. مثلاً حدث فى لقاء الفريق شفيق بالإسكندرية ثناء ودعاء للرئيس مبارك، وهؤلاء لا يتحدثون عن رئيس مخلوع.. كما حدث كلام مماثل فى الوادى الجديد، فى حضور اللواء طارق المهدى، حينما دعا موظف الإسكان لـ«مبارك»، وتمنى أن تعود أيامه، «كانت كلها خير»! كادت تمر الواقعتان دون حسيب أو رقيب.. لكن الواقعة الأولى إن مرت، فى وجود الفريق شفيق، باعتباره مرشحاً سياسياً وليس مسؤولاً تنفيذياً.. غير أن الواقعة الثانية لم تمر فى وجود محافظ الوادى الجديد.. باعتباره مسؤولاً تنفيذياً.. ولذلك أحال المحافظ الموظف للتحقيق بسبب ثنائه على «أيام مبارك».. ولولا ذلك لاتهموا «المهدى» بمحاباة نظام مبارك، مع أنه مسؤول ثورة! كل هذه الأشياء تزعج المصريين أكثر، كما أن استطلاعات الرأى، التى تشير إلى تقدم الفريق شفيق وعمرو موسى، تزعج الثوار أكثر.. فى الوقت الذى تتراجع فيه شعبية الثوار.. معناها أن «مبارك» قد يعود فى ظل الثورة التى قامت عليه.. هنا تأتى المشكلة.. دلالة الواقعة خطيرة جداً.. وعلى ما يبدو أن الموظف تصور أن الناس نسيت الثورة.. أو أنه يجامل المحافظ أو المجلس العسكرى(!) هل المصريون يحلمون بعودة «مبارك»؟.. هل يدعمون رجال مبارك فى تولى الرئاسة؟.. هل الحزب الوطنى عاود نشاطه فى الشارع من خلال دعاة الاستقرار والعفو؟.. هل رجال الأعمال يدعمون المرشحين الذين ينتمون للنظام السابق؟.. هل الحكاية نكاية فى الإسلاميين، بعد أن اكتشفوا ممارساتهم خلال الأشهر الماضية؟.. هناك لغز كبير يحتاج من يفك طلاسمه.. هل المصريون يكرهون الثورة؟! «مبارك» لم يخسر شيئين حتى الآن.. لا خسر حقه فى الترشح للانتخابات، رغم قيام الثورة عليه.. ولا خسر حقه فى التصويت، لأنه حتى الآن لم يصدر عليه حكم.. فلمن يعطى «مبارك» صوته، لو تمكن من التصويت؟.. ولمن تكون رسالة الطمأنة التى أطلقها المشير طنطاوى أمس؟للثوار، أم الإسلاميين، أم الفلول؟!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية