بداية نحيي الوزراء الذين ضحوا بمناصبهم الوزراية , وقدموها قربانا الي السلطة لإنهاء المعركة بين البرلمان والحكومة , هؤلاء الوزراء الثلاثة بصفتهم : الثقافه ,والتعليم العالي , والقوي العاملة , أثبتوا أنهم أبناء مخلصين للوطن ,وتجاوبوا , ولو بالإيحاء , الي نداء المنطق والعقل , وبادروا بطلب الإستقالة ,لكي يبقي الآخرون في مناصبهم . ومن المؤكد أن هؤلاء لم يشاركوا في الفساد , ولم يسكتوا عليه , وهم حتي هذه اللحظة لم يكونوامعروفين لدي عامة الشعب , ولم يمكثوا سوي خمسة اشهر في الوزارة , بالمناسبة ليس لي أي علاقة مع هؤلاء الوزر اء ,ولا يعرفونني , ولكن بحكم عملي كمحرر لشئون مجلس الوزراء , لاحظت مدي تمسك باقي الوزراء ورئيسهم د . كمال الجنزوري للسلطه وبريقها , فهم لا يريدون أن يبرحوا مواقعهم قيد أنملة , نعم إن بريق الكرسي له صفة السحر سواء قبل الثورة أم بعدها , ولو انني كنت مكان أحد منهم , لقدمت استقالتي حفظا لماء الوجه , واحتراما لنفسي , ولا أريد أن اسمع من يقول لي أن مصلحة الوطن تقتضي عدم ترك هوءلاء المسئولية في مثل هذه الظروف , وأرد عليه وأقول له أن مصلحة الوطن تتطلب التضحية بالمنصب أو شيء يسبب استمراره الضرر بمصلحة الوطن . ولو خيرنا بين مصير برلمان منتخب بإرادة حرة ,وحكومة مختارة بقرارمن المجلس العسكري , فأيهما أقرب الي الي الحل ؟ . لوكنت مكان الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء , لقدمت استقالتي فورا , احتراما لتاريخي , وخبرتي , ووطنيتي , ولا يصح أن أكون سببا في تصعيد المشكلة مع البرلمان , لأنني كرئيس وزراء كان أمامي حلولا كثيرة , كانت يمكن أن تجنب وقوع مشاكل مع البرلمان منذ البداية , وأعتقد أن "الطناش " وشيءمن الغرور , وراء اشتعال الازمة , ماهوالمانع من ذهاب "الجنزوري " الي مجلس الشعب بنفسه للرد علي ثورة النواب ضد آداء الحكومة , وزيادة الازمات في الشارع . لقد عقدت جلسات عديدة في غياب اي ممثل عن الحكومة ماحدث خلال التعديل الوزاري الاخير , يدل علي أن الحكومة تعمل بنفس ماكان متبعا في حكومات قبل الثورة , لا أحد يفهم حاجة في أي حاجة , حتي الوزراء انفسهم , خرج معظمهم من اجتماع مجلس الوزراء الاربعاء الماضي , ولا يدري هل باق أم لا , وزاد الموقف غموضا , ما قام به " الجنزوري " حيث حضر الي الصحفيين ليقول لهم تفاصبل التعديل الوزاري , ولكن حدثت المفاجاة : لم يقل حرفا واحدا عن التعديل , وتحدث كالعادة عن انجازات حكومته التي لا تعد ولا تحصي ! . ثم غادر مسرعا , وترك لنا د فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط لتكرر أنه لا تعديل وزاري ولا يحزنون وذلك رغم علمها اليقين بحسم التعديل الوزاري , ثم شاهدنا د سامي سعد زغلول الامين العام لمجلس الوزر اء , والذي لم يظهر سوي وقت الازمات . عندئذ تأكدنا أن هناك تعديل وزاري , وأن " الجنزوري " جاء في منتهي البراءة ليخفي التعديل علينا , في اللحظة التي سمح فيها لأحد أعضاء البرلمان من الزملاء الصحفيين , بتسريب الخبر بهدوء .إلي وسائل الإعلام. الصدمة التي وقعت في الشارع المصري من التعديل الهزيل , لا تقل عن الصدمة التي وقعت داخل أروقة مجلس الوزراء من هول ما يحدث , لدرجة أن معظم العاملين في مقر المجلس مذهولين من بقاء الوضع كما هو عليه , داخل المجلس ويشعرون أن عصرحكومتي أحمد نظيف وعاطف عبيد عاد من جديد . وحسبنا الله ونعم الوكيل .


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية