لا أتخيل الدكتور محمد مرسى، أن يكون مرشحاً للرئاسة.. ولا نحن تخيلنا أن يكون مرشحاً للرئاسة.. ما يحدث فوق التصورات.. بالأمس كانت الجماعة المحظورة، تخشى أن تسير بجوار قسم شرطة، وتخشى أن يأتى اسم العسكرى على خاطرها فى الحلم.. اليوم تتحكم فى البرلمان، والحكومة والرئاسة، وتهدد وتتوعد، وتحتكر كل مفاصل الدولة وتسيطر عليها.. لا تخيلت ذلك، ولا استعدت ولا تستطيع! لا تخيل الدكتور مرسى، ولا تخيلنا.. هكذا قال للإعلامى محمود سعد، على قناة النهار.. فكيف بالرجل الذى لم يتخيل هذه اللحظة، أن نتخيله رئيساً؟.. لا أحد فى الجماعة تخيل ما هم فيه الآن.. لم يكونوا حزباً سياسياً، ولا أرادوا.. كل ما اختاروه أن يكونوا جماعة سرية، تحكم بقانونها هى؟.. لا تخضع لمحاسبة ولا رقابة.. لا تعرف عدد أعضائها، ولا مصادر أموالها.. ولا تعرف برنامجها ولا مشروعها! لا تشعر الجماعة أنها فى ورطة.. ولا أنها تسرعت، ولا أنها كذبت.. لا تشعر الجماعة أن فرقاً إسلامية أخرى تراها أخطأت وتهورت بطرح مرشح رئاسى للجماعة.. تصورت الجماعة أنها يمكن أن تلعب بالفرق الأخرى.. أنها يمكن أن تغريها، بمقاعد فى البرلمان، أو الوزارة.. تصورت أنها يمكن أن توفر توافقاً، حول مرشحها الرئاسى.. أن يكون لها دور، فى مسلسل «مرسى عاوز كرسى»! نفد «الشاطر» بجلده، ووقع «مرسى» فى الخية.. تصريحاته كلها تشعرك، بأن مرسى ابن الزناتى، انهزم يا رجالة بالانجليزى.. الأصل أن يكون المرشح ملو هدومه.. أن يكون مؤمناً بفوزه.. أن يكون مستعداً نفسياً وجاهزاً.. جائز نفهم ترشح مرسى كمرشح استبن، لخيرت الشاطر، فى إطار تسويق فكر الجماعة، وتواجد الإخوان، أو كسباً لأرض جديدة، فى الصراع مع المجلس العسكرى! لا تخيلنا ولا نتخيل، أن تقوم ثورة على احتكار سياسى، ثم يفاجئنا الإخوان، باحتكار جديد، وربما أشد شراهة وشراسة.. احتكار لا يسمح للثورة، بأن تفرح ولا تنجح.. احتكار يجعلك تترحم على الشهداء، وتتمنى أن يعود الزمان.. قل للزمان ارجع يا زماااااان(!).. لا تخيل مرسى نفسه مرشحاً للرئاسة.. ولا تخيل الثوار أنهم عملوا الثورة للإخوان.. كان أقصى حلم الرجل أن يكون عميداً للكلية! لا أحد من الذين دعموا الإسلاميين، كانوا يتصورون أنهم سوف يصلون إلى الحكم.. كان أقصى شىء أن يضايقوا نظام مبارك.. أن يكونوا مجرد فزاعة.. أن يضغطوا عليه ويلووا ذراعه.. الآن يريدون أن يدفعوا نصف عمرهم ليعود مبارك للحكم.. ويعود الإخوان جماعة سرية.. لا تقوم لها قائمة.. فات الميعاد.. الشرر يتطاير شرقاً وغرباً، يهدد الممالك والإمارات، من المحيط إلى الخليج للأسف! الطريف أن اللطمة لم توجه للدكتور مرسى والإخوان، من الثوار،.. وإنما من النور والجماعة السلفية.. إنها رسالة واضحة للإخوان.. لا تختلف على شخص مرسى فقط، ولكن على طريقة الاحتكار التى تتبعها الجماعة.. يبقى موقف الثوار أيضاً.. يبقى أن يتفقوا على مرشح رئاسى، ومؤسسة رئاسية.. الثوار لم يتفقوا.. القوى الوطنية لم تتفق.. أتوقع أن يفيق الثوار والمرشحون، قبل فوات الأوان! لا الدكتور مرسى تخيل نفسه مرشحاً رئاسياً.. ولا الثوار تخيلوا أن تكون الثورة بين كارثتين.. الفلول والإخوان.. ولا مصر تصورت أن تسحب السعودية سفيرها، وتغلق قنصليتيها.. إسرائيل لم تفعل.. ولا العسكرى تخيل أن يكون تحت حصار الإسلاميين.. لا أحد كان يتخيل.. لا العسكرى ولا الإخوان ولا الثوار!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية