أصيب الناس بدهشة واستغراب بعد القرار المفاجئ بقطع الغاز عن إسرائيل.. لا سمعنا عنه ولا علمنا به فى وقته.. ولا أُعلن عنه بشكل احتفالى.. ولا تحدثوا أنه قرار شعبى.. ولا ذكروا فيه اسم إسرائيل.. ولا أصدرت الحكومة المصرية بياناً على أنها حكومة ثورة وقطعت الغاز عن دولة العدو.. ولا المجلس العسكرى زف إلينا البشرى.. شىء يثير علامات استفهام فى وقت كان ينبغى أن نصفق له! السؤال: لماذا لم نصفق لقرار قطع الغاز عن إسرائيل؟.. هل هو قرار سياسى، أم هو قرار تجارى؟.. هل ستعود إمدادات الغاز فى حالة الوفاء بالمستحقات؟.. أم أنه قرار نهائى مهما كان؟.. هل هو إعلان حرب؟.. أم أنه مجرد بطولة وهمية للمجلس العسكرى؟.. هل كانت شركة الغاز تملك قرار فسخ العقد وحدها أم أنها رجعت للمجلس العسكرى؟.. هل استهدف العسكر تمديد الفترة الانتقالية بقطع الغاز؟! مراقبون قالوا إن المجلس العسكرى يريد أن يبقى فى الحكم.. آخرون قالوا إن صانع القرار فى مصر لم يعتمد على أحكام القضاء بقطع الغاز، واعتبره عملاً من أعمال السيادة، فكيف يأتى الآن بجرة قلم ليفسخ العقد، مع أننا لا نعرف ما الذى حدث لإنهاء التعاقد؟.. فريق ثالث قال إن الحكومة المصرية لا تقدم على هذه الخطوة دون مشورة قانونية.. وكانت نقطة البداية تقاعس شركة شرق المتوسط، ومفتاحها حسين سالم! ورغم كل ما قيل ستبقى المسألة لغزاً.. يهمنى هنا مسألة استغلال القضية لتمديد حكم العسكر.. بالأمس خرج الفريق سامى عنان ليجيب عن هذه الأسئلة.. قال بوضوح شديد: «لا إحياء لدستور‏71‏، ولا تأجيل للانتخابات‏.. وتسليم السلطة‏30‏ يونيو».. وهنا أجاب عن كل الأسئلة بشكل مقتضب، وربما بلهجة عسكرية.. الفريق عنان يعتمد على رصيده لدى الناس.. وإن كانت مصداقية العسكر سوف تتحدد فى 30 يونيو! لماذا خرج الفريق عنان بالأمس تحديداً؟.. لا شك أن هناك هواجس لدى المصريين من استمرار حكم العسكر.. قالوا إنهم سيرحلون بعد 6 أشهر وبقوا عاماً.. ثم كسروا عاماً آخر.. زادت المخاوف والشكوك من افتعال كارثة، تعلن بعدها الأحكام العرفية، ليبقى العسكر فى الحكم.. هتف ميدان التحرير «يسقط يسقط حكم العسكر».. تضايق العسكر فى البداية من الهتافات، ثم جعلوها بمرور الوقت نغمة على موبايلاتهم (!) تجددت المخاوف مرة أخرى مع قطع الغاز عن إسرائيل.. تصور البعض أنها ورقة يقدمها العسكر للتغطية على كارثة داخلية.. أو رغبة فى البقاء، عربون وطنية أو محبة.. لم يصفق المصريون للقرار الذى انتظروه كثيراً.. اندهشوا واستغربوا، وتساءلوا: يبقى فيها (إنَّ).. قال الفريق عنان وليس أحد أعضاء المجلس العسكرى: «لن نبقى، وسنغادر فى 30 يونيو.. ولا تأجيل لانتخابات الرئاسة تحت أى ظرف»! مصداقية العسكر على المحك.. تصريحات عنان تحتاج إلى دليل مادى.. تجربتنا أن السلطة كاذبة.. تجربتنا أن الحاكم كاذب، سارق، حرامى.. حتى يثبت العكس.. اكتوينا بالحكام.. ما يدرينا أنهم «صادقون».. الإخوان كاذبون فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية والرئاسية.. لم نعد نصدق، لا عسكر ولا إخوان.. الفريق عنان يلعب على الوتر.. القوات المسلحة غير طامعة فى السلطة، وهدفها العبور بالبلاد إلى بر الأمان! لا أحد يصدق ملابسات قرار قطع الغاز.. ولا أحد يصدق رحيل العسكر ولو كانت إحدى قدمى العسكر خارج الحكم.. ستبقى فترة حكم العسكر لغزاً، كما كانت قضية الغاز لغزاً كبيراً.. فى قرار تصديره وتسعيرته، حتى قرار فسخ العقد، وقطع التصدير.. فهل قدم حسين سالم هدية لمصر، بطريقة أو بأخرى؟


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية