عندما ظن "الوطني" رحمه الله أنه امتلك مصر ويستطع أن يفعل بها ما يشاء، فزور الإنتخابات علي الملأ، وخرج يحتفل بالنصر ويدعي النزاهة والشفافية، متجاهلا كل مشاعر الغضب والسخط .. سقط ، ولم بيكه سوي شلة من المنتفعين الذين سيق بعضهم إلي السجون ، والبعض الآخر سيلحق بهم ولو بعد حين. اليوم أثبت الإخوان أنهم لم يتعلموا الدرس، فسقطوا في بئر الطمع متجاهلين حتي وعودهم وتصريحاتهم التي أخلفوها بالكامل، ظنا منهم أن الأمر بات في أيدهم، ويحق لهم – كما ظن الوطني – أن يفعلوا ما يريدون بعد أن ملكوا مصر ومن فيها، متجاهلين حجمهم الحقيقي في الشارع الذي لا يتباسب حتي مع ما حصلوا عليه حتي الآن. ترشيح الإخوان لرئيس من الجماعة سقطة مؤكد أنها ستسحب من رصيدهم الكثير، رغم أنني لا أتوقف كثيرا عند الترشيح، فلا أدعي إن قلت أنني راهنت بعد "زفة أبواسماعيل" أن الإخوان لن يفوتوها وسيعلنون مرشحهم للرئاسة، فزفة أبواسماعيل لتسليم أوراق ترشحه، أفزعت الكثيرين داخل مصر وخارجها، وكان لابد من إعلان الحرب. استعراض أبواسماعيل لعضلاته كان خطأ ً أيقنت عندما تابعت الموكب الذي شل المرور في العاصمة أنه سقط في حفرة لن يخرج منها سالما، وأن السهام ستوجه له من كل اتجاه، خاصة الإخوان الذين احتلوا مساحة من الوطن فاقت كل التوقعات، أشعرتهم بالغرور الذي يمنعهم من قبول أن يحظي منافسا لهم بشعبية أبواسماعيل، فهو محسوب علي السلفيين المنافس الأول لهم بعد تراجع الجميع. السؤال: هل ترشيح الإخوان للشاطر هدفه إحتلال ما تبقي من مصر؟ خاصةً وهم يبرطعون في مجلسي الشعب والشوري، والنقابات، وقريبا المحليات، ولم بيق سوي منصب الرئيس الذي يفوق وحده كل ماسبق بمراحل، فهل يهدف الإخوان الفوز بالمنصب المتبقي لتكتمل سيطرتهم علي البلاد والعباد؟ كثير من المحللين برر ترشيحهم للشاطر برغبتهم في إحكام السيطرة علي ما تبقي من مناصب في بلد خلت من منافسين حقيقيين باستثناء السلفيين الذي يمثلهم أبواسماعيل، الكل ارتضي ذلك التفسير لكنني أري غير ذلك. فهدف الاخوان من وجهة نظري ليس الوصول لحكم مصر لكن منع الإسلاميين من الوصول للحكم، ستقول أنهم تيار إسلامي، سأقول لك نعم، لكنهم أعلنوا أنهم يريدون رئيساً ليبراليا وليس إسلامياً، ستسأل لماذا؟ أقول لك لأن السنوات الخمس القادمة ستكون محفوفة بمخاطر كفيلة بإسقاط أي تيار يقود البلد، فالوضع الذي وصلت إليه مصر إقتصاديا وأمنيا وإجتماعيا وضع مأسوي، يعيق كثيرا من قدرة القادم علي الإنجاز لإعادة الأمور في البلاد لنصابها، والإخوان بذكائهم المعهود لن يقبلوا أن "يشيلو الشيلة" وحدهم، فلو جاء منهم أو حتي من أي تيار إسلامي رئيسا، سيصبحون ومعهم "الإسلام" في وجه المدفع عندها ربما يفقدون كل مكاسبهم مع صعوبة عودتهم قبل خمسون عاما علي الاقل. بالإضافة أنهم يروا أن وصول إسلامي للرئاسة لن يرض كثيرا من الدول في مقدمتهم أمريكا وإسرائيل، وهذا بدوره سيؤثر علي الدعم السياسي والاقتصادي المنتظر في المرحلة المقبلة، ناهيك عن كونه يعيق الخروج الآمن للعسكروهذا مربط الفرس. إذا ما حدث ماهو إلا مؤامرة من الإخوان لمنع وصول الإسلاميين للحكم، بتفتيت أصوات الناخبين الموالين للتيار الديني بشكل يعيق حصول أي مرشح إسلامي علي نسبة تمكنه حتي من الإعادة. ستقول أنهم سيخسرون الشارع بعد نعتهم بالكذب والخيانة وخلافه، سأقول لك أن كل ما سيوجه للإخوان لن يخرج عن كونه نقدا سيجدون آلاف المبررات للرد عليه، فهم يعرفون طريقهم ويحسبونها مليون مرة قبل الإقدام علي أي خطوة. ربما تسأل ماذا سيستفيد الإخوان من كل "وجع الدماغ ده"؟ أقول لك أن إقدامهم علي ترشيح أحد أعضائهم أكثر فائدة من وقوفهم موقف المتفرج خاصة بعد زفة أبواسماعيل من ناحية وارتفاع أسهم أبو الفتوح عضو الإخوان السابق من ناحية أخري. كيف؟ أولا: ترشيح الشاطر هدفه منع وصول إسلامي لمقعد الرئيس هذا من ناحية ومن ناحية أخري يهدف لإرضاء العسكري فلن يقنعني أحد أن الإخوان يمكن أن يتخذوا خطوة دون رضا العسكري وموافقته. ثانيا: طرح الشاعر كرئيس يؤهله أن يأتي كرئيس للوزاراء في حال فشله أو كنائب للرئيس وفي هذه الحالة لن يعترض الشارع أو يستكثر عليهم فوزهم بمنصب نائب الرئيس أو رئيس الوزراء خاصة إذا كان مرشحا سابقا للرئاسة. لم تسألني ما مخاطر إصرارهم علي المضي في ترشيح الشاطر؟ وهذا هو الأهم، فمصر كانت في غنيً عن جرها لمأزق جديد سيقسم البلد نصفين، وربما يحرقها في حال عدم توافق الجميع علي جعل مصلحة الوطن هي الاساس وليست مصلحة الجماعة أو الحزب أو .. أو. عموما إذا حدث ما لا نرجوه وشهدت الانتخابات حالة عنف لم تشهده البلاد من قبل، فلا تقل سوي" اللي حرق مصر كان في الأصل إخواني". ..وحفظ الله مصر وجنبها كل سوء


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية