من أشرف الذين تصادفهم فى حياتك، الدكتور عبدالجليل مصطفى.. ومع ذلك لم نسمع أنه رشح نفسه.. لا فى شعب، ولا شورى، ولا رئاسة.. شارك فى الثورة منذ اللحظة الأولى، وفتح عيادته للثوار، وقدم روحه فداء للوطن.. ولم يرغب فى شىء.. زهد فى كل شىء.. ورأينا الذين يتعاركون، ويمزقون بعضهم.. تعفف الدكتور عبدالجليل، وتعفف الدكتور غنيم، وبقى المتحاربون! حرب الاستنزاف بين المرشحين، قد تؤدى إلى حرب بين الطوائف؟.. نعم هى حرب استنزاف.. تستنزف الطاقات، وتستنزف المرشحين، وتربك الناخبين.. هكذا كتبت بالأمس.. تمنيت لو أن الماراثون الرئاسى كان بين مؤسسات رئاسية، لا أفراد.. يكون لكل مرشح، نوابه ومستشاروه.. نعرف كيف يفكر؟.. ونمتص فائض المرشحين، المحير جداً لجمهور الناخبين الغلابة! ولمواجهة حرب الاستنزاف حلها بسيط.. مؤسسات رئاسية.. وأظن أن الفكرة أصبحت مطروحة الآن.. يقول «صباحى»: لا أمانع فى أن أكون نائباً لـ«أبوالفتوح» أو العكس.. إذن هى بداية مبشرة.. أولاً: تقلص عدد مرشحى الرئاسة.. ثانياً: تمتص الفائض فى المرشحين.. ثالثاً: تقدم نموذجاً على شكل مؤسسة الرئاسة القادمة.. رئيس جمهورية، ومعه نوابه، زائد مستشاريه! المفاجأة أن حمدين صباحى لم يعارض الفكرة.. والمدهش أنها تبدأ من عند اثنين من الكبار.. متقاربين وإن اختلفت المشارب.. الأهم من هذا أن صباحى لم يعترض، أن يكون نائباً لمنافسه، الدكتور أبوالفتوح، أو العكس، ورأى أن الفكرة المطروحة مقبولة، بالنسبة له من حيث المبدأ.. وقال إن مصلحة مصر فوق كل اعتبار، بما فى ذلك كرسى الرئاسة الرفيع نفسه! الآن يمكن أن نبنى على هذه الفكرة.. فكرة اندماج المرشحين، فى شكل مؤسسات.. حبذا لو تم تطوير الفكرة، ليحدث دمج الأحزاب والائتلافات.. عندنا عشرات الأحزاب.. عاوزين حزبين أو تلاتة كبار.. عاوزين نعمل التأسيس الثانى للجمهورية صح.. انتبهوا نحن نبنى الجمهورية الثانية.. ديمقراطية لا عسكرية ولا دينية.. جائز أمامنا أربع سنوات، لكن دعونا نبدأ الآن! لا معنى للحرب بين المتنافسين.. ولا قيمة لأى مرشح يشتم الآخر.. ولا داعى لحالة الفردية، التى تسيطر على الساحة السياسية.. نريد مؤسسات تؤدى إلى ترسيخ فكرة المؤسسية.. لا نريد فراعنة، نريد تطبيق فكرة الرئيس الخادم.. كلنا خدامين مصر.. أعجبنى يحيى حسين عبدالهادى.. قال فى بيان ترشحه: خادم لا فرعون.. هكذا نريد الرئيس.. المؤسسات هى البداية فعلاً! لا يليق أن نسمع كل يوم عن حادث اعتداء.. مرة أبوالفتوح، وأخرى عمرو موسى.. هكذا قرأت المشهد مبكراً وطرحت الحل.. الحل هو المؤسسة الرئاسية.. البداية من عند صباحى وأبوالفتوح.. أيضاً الفريق شفيق قال إنه يدرس الفكرة.. نريدها انتخابات رئاسية لا توافقية.. تنزهوا عن الغرض.. اعملوا مثل الدكتور عبدالجليل مصطفى، أو الدكتور غنيم.. ربما نبنى مصر! مصر فيها كفاءات بلا حصر.. لكن لا يظهر منها غير الأعلى صوتاً.. ويختفى الجادون دائماً.. أبحث عن «دا سيلفا» مصرى.. واليوم أواصل البحث عنه، أحمل المصباح فى عز الظهيرة، مثل الفيلسوف الإغريقى.. هناك آخرون لم يظهروا على الشاشة.. ومن العجب أن يكون رئيس مصر القادم، من إنتاج برامج «التوك شو».. خلونا نحلم مرة.. عشان لو بطلنا نحلم نمووووت!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية