لا أجد توصيفا لما يحدث بمصرالآن سوي"الخيبة"، فالأمر أصبح بالغ الصعوبة ، والمبررات غير واضحة، فبلد أكرمها الله بثورة أطاحت بلصوص لم يتركوا قطرة دماء في عروقها إلا و"لعقوها"، كان من الطبيعي أن تنهض وسريعا، ولايكون حالها التعثر في كل خطوة تخطوها، فاللصوص أَجبروا علي الخروج من قصورهم إلي زنازين إستحقوها منذ سنوات، فلماذا التأخر في البناء؟، لا توجد أسباب واضحة  تجعل كل خطواتنا للخلف وللهدم فقط دون أي محاولة حقيقية للبناء ، وعندما تسأل لماذا؟ تجد إجابات غامضة لاتشفي من سقم ، ومبررات باهتة لا طعم لها ولا رائحة.

أوافق أن هناك "مؤامرة" تحاك لهذه البلد، ولكن من يدبر ويحرك هل "الفلول" كما يدعي البعض؟، هل "اللهو الخفي" الذي ابتكره الضعفاء الذين يتولون أمورنا هذه الأيام؟، هل هناك عناصر خارجية تعبث في الخفاء؟ هل هناك من يهوي من أبناء هذا الوطن اللعب بالنار فيشعلها كلما أطفئت؟ ملايين الأسئلة، ولكن كل ما سمعت من إجابات حتي هذه اللحظة من رواد الفضائيات وأبواق الإعلام أجزم أنها خاطئة، كل ما يقال ليس سوي شماعات للفشل في الإدارة، فالإحابة الصحيحة والوحيدة أن من يتولون أمورنا "فشلة".

فلو افترضنا صحة ما يدعون، فأين هم من كل هذا؟ ما ذا فعلوا ليتجنبوا ما يحاك لهذا البلد..لاشئ!!!! مجرد تبريرغير مقنع لفشلهم، فلم يأت بعد من يواجه مشكلة، من يمسك بمقداف السفينة ويتحرك بها لبر الأمان، الكل يتهرب من المسئولية ويعلق فشله علي شماعة أحيانا يسمونها "فلول"وأحيانا"قوي خارجية" وأحيانا عملاء، ولكن الشماعات توشك أن تتساقط، فماذا سيفعلون؟ كيف سيبررون فشلهم.

لا أتجني علي أحد ولا أنكر أن هناك مؤامرات تحاك، وأن هناك من يرد إضعافنا، ولكن هذا ليس بجديد ولن يتوقف، ستظل هناك مؤامرات وسيبقي هناك من يجرنا للفشل، ولكن أين نحن من كل هذا؟، ماذا فعلنا شعباً و"حكومات" وجيشا واعلام وفضائيات ..و ..و، لاشئ، كل منا يمضي في طريقه يفعل مايريد ،لا أحد يسمع في هذا البلد سوي لنفسه فقط ،أما البلد فلها الله!!، لقد غرقنا جميعا في بحر من الفوضي وتركناه يجرفنا حيث يريد"المتآمرون"، وسط اصرارغريب علي عدم التفكير في صالح هذا البلد، ومراجعة أنفسنا لاختيار ما يرقي به، بدلا من أن نغوص معه"لاقدر الله" إلي أسفل سافلين.

مسئولية "الفوضي والانهيار" يتحملها في الأساس من يديرشئون هذا البلد، ولكن هذا لا ينفي مسئوليتنا عما يحدث سواء اعلاما أو شعبا فكلنا مشاركون في "الخيبة القوية" بشكل أو بآخر، فالاعلام فقد توازنه فأصبح يتخبط في التناول، ويدفع الشارع أحيانا بوعي وأحيانا بدون وعي لتشويه ثورته، وتحت قهر الظروف واستعجال البسطاء لنيل حقوقا سلبت منهم منذ قرون ينساقون وراء اعلام غير مسئول في كثير من الأحيان ويبدأون في الهدم بدعوي البناء .

أعود إلي– الحكومة والعسكر- ، وأسألهم كم يد قطعوا لأنها امتدت للتخريب أو قبضت لتدفع للمخربين؟، فقط يكتفون بالحديث عن "مؤامرة" ولا تفاصيل، ويتصورون أنهم بتصريحاتهم يغسلون أيدهم "الملوثة بدماء الثوار" من المسئولية عن كل ما حدث طوال الشهور الماضية من "الخيبة" .

يجب أن يتحمل كل منا مسئوليته ويقوم بواجبه تجاه بلد لا تستحق من جميعا ما نجرها إليه، يجب أن نتقي الله ونفكر فيها فالأطماع لن تجرنا إلا إلي المزيد من العناء ، فلنتق الله ، فكلنا مشاركون في المهزلة، ولنعي أن ما نهدمه اليوم ربما لا تتاح لنا الفرصة غدا لبنائه.

..وحمي الله مصر من كل سوء

 

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية