في الثورة يحكي الشعب أسطورته و يترك طقوس الاستماع وحديث المحلل عن إمكانية بقاء الدكتاتور بحكم التوازنات الهشة وموقع الدلع في منظومة التوازن الإقليمي و الدولي الذي فيه النظام. لم تسأل المدن "المقاومة" و"المحاصرة "عن صراع( تركيا و إخوانها ) مع (إيران وأحزاب الله بإمامة الشبيحة ) في وطن صار مسرحا للرصاص المجهول والصراعات المتقاطعة حينا والمتجاورة أحيانا والمتفاهمة في بعض الخواتم لم يسال الشعب عن تكاليف الثورة التي تتضاعف من خلال صمت عربي فيه رائحة المشاركة وخطاب دولي خجول يمتزج فيه صوت العصا ورائحة الجزرة 

في القاموس السياسي لأيديولوجية عصابة البعث والشبيحة الحاكمة في دمشق ( الديمقراطيون أصاحب بدعة..العلمانيون بقايا زندقة.. الشيوعيون عملاء موسكو..الأكراد خنجر في خاصرة الأمة...المسيحيون بقايا جيش صليبي... أصحاب الجمعة صاعق ومفخخة...الطفولة في سوريا مؤامرة الغد على حاضرة البعث ... الشباب الجراثيم الفتاكة التي تنخر جسد النظام ). في القاموس السياسي لأيديولوجية الشبيحة الحاكمة في دمشق، تم تقسيم الشعب إلى 72 فرقة، أدناهم "كرد مجردين ومكتومين" وأنبلهم "عائلة الأسدين " . كل فرق سوريا عاشت ولاتزال في جحيم البعث،عدا القتلة، فهم الناجية بقرار شبيحة الأسد
دستور جمهوريات القمع يمثل قوة مضاعفة للنظام ،لإلغاء إنسانية الإنسان ومصادرة كافة حقوقه ،الدستور القمعي يلغي حتى لحظات عودة الوعي وحنين الدكتاتور للحظة قد تمتلك روحه كي يعيش بشرا في لحظة تصالح مع الذات الضائعة. الدستور القمعي يمنع الحاكم من التحررويبقيه اسيرا في جوقته وحوله قتلة يهمسون في أذنيه الطويلتين الكبيرتين : سيدي كل شي تماما، فأي حوار تحت خيمة دستور البعث؟ . دستور مواده مفخخة ، والوطن فيه زنزانة، والأمة قطيع أعيد تشكيله وفق خطاب "قائد الضرورة" في ثامنة مقصلته،وموتنا المعلن، بنص ( البعث قائد المجتمع والدولة) .قاد البعث المجتمع السوري ،فمن اختلف معه تم خلعه من "امة البعث "ليواجه الموت المحقق ضمن نص العقد المزور اجتماعياً بتهمة ( مندس ،خائن ،مرتبط ،متآمر ،غوغاء،إرهابي جراثيم ) وكان الطفل حمزة الخطيب إمام المندسين والإرهابيين من وجهة نظر الأسد الذي ارتعش حينما سمع باسم حمزة الخطيب.

حمزة الخطيب إرهابي خطير،شاغلَ جيش التحرير ونظام المقاومة والممانعة وقلعة العروبة ، أرشيفه في دوائر الأمن السياسي بلا سيرة ذاتية لان المخبر "السري" ،"المخصي" لم يمتلك الوقت كي يكتب عنه التقرير .سجله في دوائر المخابرات ومشتقاتها بلا صورة فوتوغرافية لأنه كان اصغر من أن يلتقط صورة، واكبر من أن يرحل دون يرسم "تراجيديا اللوحة " . لم يبقى من جسده سوى شظايا بعد أن تقاسم شبيحة البعث طراوة طفولته وانقضوا على جسده الغض الطاهر , حمزة الخطيب مقاوم في زمن هزيمة النظام ، لم يكن يعرف حديث الدبلوماسية أو ادلجة الهزيمة، لم يُزين الخيانة ولم يحاورة الشبيحة, كان واضحا كسنابل القمح في الحسكة شجاعا كأطفال درعا الممتدة بمساحة الوطن. لم يحاورلأنه يحمل من الوفاء لأقرانه من الشهداء كل الإخلاص ،لم يستجدي الشبيحة ،لم يبكي بلغة الحوار الوطني ،فضل الموت على أن يشتم الوطن ويبصق في جرح الشهداء ،كما يفعل البعض من المحاورين تحت خيمة الطاغية بشار هل سمعت بحوار وطني في وطن مستباح، وشبيحة يحكمون حتى في العرين المفترض للأسد؟ من يحكم من؟ ومن يُحاور من؟

حينما ينزل الشعب ويمتلك الشارع سلطةً ودستوراً، على المسيسين أن يستمعوا لصوت التوحد والموحدين. هل سمع المحاورين ضمن خيمة البعث أو تجاوره أو بديله الأسوأ، نشيد الثورة ببسملة "الشعب يريد" وخاتمة "إسقاط النظام" ؟ في الثورة يصرخ الشعب وعلى البقية أن يستمعوا، في الثورة يحكي الشعب أسطورته و يترك طقوس الاستماع وحديث المحلل عن إمكانية بقاء الدكتاتور بحكم التوازنات الهشة وموقع الدلع في منظومة التوازن الإقليمي و الدولي الذي فيه النظام. لم تسأل المدن "المقاومة" و"المحاصرة "عن صراع( تركيا و إخوانها ) مع (إيران وأحزاب الله بإمامة الشبيحة ) في وطن صار مسرحا للرصاص المجهول والصراعات المتقاطعة حينا والمتجاورة أحيانا والمتفاهمة في بعض الخواتم لم يسال الشعب عن تكاليف الثورة التي تتضاعف من خلال صمت عربي فيه رائحة المشاركة وخطاب دولي خجول يمتزج فيه صوت العصا ورائحة الجزرة لترويض الأسد كما تم ترويض النمور في اليوم العاشر، على حد تعبير الكاتب السوري في قصته ( النمور في اليوم العاشر) . لم يسمع شعبنا لغير صوت الشهداء وأغنية الغد بسوريا الوطن وبشعب سعيد.

من يدلني علي سوريا ديمقراطية ،قزحاً لتعدد هوياتنا دون أن يكون فيه فضاء البعث جامعا للألوان ومزجه بعبثية تلك الإيديولوجية التي أنجبت الأسدين في غابة الفكر القومي الشوفيني الإقصائي التي تنجب الثالث أن بقي هذا الحزب حاكما فأي حديث وحوار لا يتناول رحيل هذا الحزب بل وتحريمه دستوريا كما الحال مع النازية في ألمانيا وأوربا والبعث في العراق.
الأزمة وتراكماتها غير متعلقة بسياسات أفراد أو مفردات دستور أو مافيا الشبيحة. المشكلة في إيديولوجية حزب انتهى عراقيا ومازال يحكم سوريا بقوة الحديد والنار والقبضة الأمنية المتجردة من أي صفة آدمية 
"فيصل الكلام: سوريا الوطن والمواطنة ينهض من جديد لن نركع حتى رحيل النظام.

 

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية