يبدو أن الشعب اليمني الشقيق أصبح قاب قوسين أو أدني من نيل الحرية التي يستحقها بعد اطلاق النار علي طاغيته "الغير صالح" نتمني أن يسير الوضع في البلد الشقيق إلي الأفضل، ويبدأ الأشقاء في اليمن بناء دولة الحرية، دولة تضم تحت لوائها كل أطياف الشارع اليمني حتي لاتراق المزيد من الدماء.

حصول اليمنيون علي حريتهم إن سار المشهد بشكل طبيعي جاءت بعد عناء تابعناه وشاهدناه يوما بيوم، لم يكن الأمر سهلا، الملايين من الشعب اليمني منذ عدة أشهر يصرخون منادين برحيل "الغير صالح" والرجل كأنه أصم حتي أصيب فجاء الفرج وارتسمت الفرحة علي شفاه الشعب الذي بح صوته.

والسؤال:هل أصبحت الشعوب العربية مجبرة علي إطلاق الرصاص علي رؤوس حكامها للتخلص من فسادهم وطغيانهم؟ الأمر يبدوا محزنا، والاختيار مر،ولكن المؤكد أن الرحيل أصبح واجبا وحتميا، قلنا منذ أشهر أن ثورة التغيير لن تترك فرصة للجبناء للاستمرار في قهر شعوبهم، وأن الإختيار الأمثل للطغاة هو الرحيل، لكن يبدو أنهم مصرون علي إرهاق شعوبهم أكثر واستنزاف موارد بلادهم وطاقاتها حتي النفس الأخير.

نعلم ويعلمون أنهم لاشك راحلون، فعبق الحرية ملأ الرئات، وتوغل في شرايين الأمة من أقصاها إلي أدناها لن يقاومه اي طاغية حتي لو تجبَر، قضي الأمر، وعلي كل فاسد حمل حقائبه واعلان الرحيل، لا مجال للمساومات، فالذين يعدون بالاصلاح والسيف مسلط علي رقابهم الآن لماذا لم يصلحوا عندما كانوا مخيرين؟ ما الذي منعهم من كسب احترام وحب شعوبهم؟ ما الذي دفعهم لتربية الحقد والغل والكره في النفوس؟ الآن فقط وعندما وضع السيف علي الرقاب يطلبون العفو ويعدون بالإصلاح؟

المشهد يذكرني بالكفار عندما يجدون أنفسهم في النار، فيطلبون العودة لعلهم يصلحون، ولكن قضي الأمر.. لاعودة .. لافرص .. فما الذي أجبرهم علي الفساد ..علي ظلم شعوبهم ونهب ثروتهم ؟ وما الذي فعلوه ليشفع لهم؟ لاشيء، كلهم فاسدون مع سبق الإصرار، أجرموا ويجب أن يعاقبوا، أضاعونا فلماذا لايشربون من نفس الكأس، هل لأنهم كانوا يحسبون أنفسهم أسيادا ونحن عبيدا فلايحق لنا أن نعترض أو نقاوم لكوننا عبيد؟ ليعموا أننا تحررنا منهم، ومن لن يرحل سيجبرعلي الرحيل.

 أجزم بأن الزمن بدأ يتحرك يعد أن توقف قرونا، وأن الشمس التي يلمسها الثوار بأيديهم أوضح من أن يضللهم أحد عنها.. فلا مفر من الرحيل، لكن كل ما أرجوه أن يوفروا ثمن الرصاصة التي يستحقونها، فأعداؤنا لن يرحلوا برحيلهم ونحتاج لكل رصاصة وكل قطر دم لنتحررمنهم هم الآخرون.

لن أدعي أن ما حدث لطاغية اليمن أسعدني ولاحتي ما يحدث لطاغية مصر، فالشعوب العربية أطهر من أن تلوث أيدها بدماء هؤلاء الحكام، فمكانهم السجن والمحاكمة، والقاضي يحدد العقوبة، تكون اعدام أو براءة هذا شأن القضاء، ولكن لابد أن تبقي الثورة العربية بيضاء، فمازلنا أنبل من هؤلاء الجبناء، ويجب أن نظل.

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية