كشف استطلاع للرأي أجراه "مركز بيو" للأبحاث الأمريكي، في نهاية مارس الماضي، أي بعد نجاح الثورة الشعبية في مصر، ورحيل مبارك ونظامه الفاسد، أن 54%، أي أكثر من نصف المصريين يريدون إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل.

وهذه نتيجة تعبر بصدق عن موقف الشعب المصري من اليهود وإسرائيل، تلك الجرثومة السرطانية التي نجحت أمريكا وبريطانيا في زرعها وسط العالم العربي والإسلامي، كما تتواكب مع الصحوة العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، والتي برزت في الدعوة الى مليونية الزحف لتحرير القدس واسترداد الحقوق الفلسطينية التي اغتصبتها اسرائيل.

فاليهود لا يجدي معهم سلام ولا كلام، ولا تردعهم أمم متحدة ولا مجلس أمن، فمتى أنصفت الأمم المتحدة ومجلس الأمن حقا عربيا أو إسلاميا ؟ وإذا حدث وصدرت قرارات دولية تؤيد الحقوق العربية فمتى وصلت هذه القرارات الى حيز التنفيذ ، فنحن نملك قرارات دولية تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته منذ عام 1947م، ولكنها مازالت حتى اليوم حبرا على ورق، ومازال الفلسطينيون حتى اليوم مشردين إما على أرضهم أو خارجها.

واذا كان العرب ينتظرون من الأمم والمتحدة ومجلس الأمن موقفا عمليا تجاه إسرائيل، فهم واهمون مخدوعون، فالأمريكان هم الأمريكان، والصهاينة هم الصهاينة، ومادمنا كعرب ومسلمين نسير في ركب الأمم المتحدة ومجلس الأمن وننتظر منهم الإنصاف لقضايانا وحقوقنا المشروعة ، فسوف نظل على ما نحن فيه من ضعف وذل وتخاذل وهوان، وسوف نفقد المزيد من أراضينا وحقوقنا.

ولقد بحت أصواتنا ونحن نحذر وننذر من الثمار المرة التي نجنيها من مسالمة اليهود والتطبيع معهم، واذا كان أولو الأمر في بلادنا يجهلون حقيقة اليهود فنحن نؤكد لهم: أنهم قوم لا عهد لهم ولا وعد ولا ميثاق ، فقد نقضوا عهودهم مع الله سبحانه ومع رسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، فكيف يلتزم خلفهم بعهد أو ميثاق مع حاكم أو ملك أو رئيس سلطة عربي ، وقد نقض سلفهم العهود والمواثيق؟ انهم يلعبون علينا بالسلام وغيره ، لكي يأخذون ما يريدون من أرض ومقدسات، لا لكي يردون حقا مسلوبا الى أصحابه، وها هم الفلسطينيون قد دخلوا معهم في مباحثات وعهود ومواثيق منذ عشرات السنين، فماذا أخذوا منهم حتى اليوم ؟ لم يأخذوا الا وهما وسرابا، ومجازر ومحارق ومذابح جماعية بين الحين والآخر، والدولة الفلسطينية لم تقم بعد، والقدس لم ترد الى حظيرة الإسلام، والمسجد الأقصى معرض كل يوم للاقتحام والهدم والتخريب على أيدي المتطرفين الصهاينة..

إن العربدة والإرهاب الصهيوني المتواصل اليوم في فلسطين وفي سائر المنطقة العربية ، قد شمل كل وسائل الإرهاب القذرة وكل أساليب العنف والمكر والخداع وإهدار كل حقوق الإنسان داخل فلسطين وخارجها ، فهؤلاء هم الصهاينة أعداء المسلمين وأعداء الإنسانية في كل الأزمان والعصور، شعب قام تاريخه كلة على سفك الدماء والعنف والقتل ، وليس دماء البشر العاديين وحسب بل دماء الأنبياء ، فقد تلوثت أيديهم بدماء عشرات الأنبياء الذين بعثهم الله لإرشادهم وهدايتهم.

والغريب أن العرب يقابلون هذا الإرهاب الصهيوني المتواصل على الأرض الفلسطينية باقامة المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع الكيان الصهيوني، ويفتحون أبوابهم على مصراعيها للعربدة الصهيونية بكل صورها تحت شعار السياحة والتطبيع وتبادل الخبرات والعلاقات الاقتصادية.

إننا ندعو العرب والمسلمين وقادة الشعب الفلسطيني الذين مازالوا يضعون أيديهم في أيدي اليهود ويجلسون معهم على مائدة المفاوضات، أن يعودوا الى رشدهم ويعرفوا حقيقة اليهود ، ويكفوا عن أكذوبة السلام التي أوردتنا المهالك، وجلبت علينا الذل والعار، ومكنت هؤلاء الذين غضب الله عليهم ولعنهم، من رقابنا ومقدراتنا، وليعلموا أن السيف أصدق أنباء من الكتب، وأن الصهاينة لا يردعهم الا السلاح ، فهم جبناء، ولن تمنعهم حصونهم من الله ومن جنوده المؤمنين، إذا أخلصنا العمل والجهاد، وقد وصفهم الحق سبحانه بقوله "لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ، ذلك بأنهم قوم لا يفقهون، لا يقاتلونكم جميعا الا في قري محصنة أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"

وليعلم الفلسطينيون المرابطون على أرضهم أن سيف الجهاد اليوم أصدق أنباء من كل العهود والمواثيق والاتفاقيات التي أبرمها المفاوضون مع اليهود وصارت حبرا على ورق، والأمل معقود على فصائل المقاومة الفلسطينية وما يقومون به من جهاد إسلامي لدحر الصهاينة وإرهابهم وتعقبهم في كل مكان على ارض فلسطين ارض القدس والأقصى، ونحن نبشرهم بالنصر القريب إذا استمر جهادهم، فقد ظل الصليبيون في القدس زهاء ثمانين عاما ثم حررها صلاح الدين من أيديهم، والصهاينة اليوم مر على دولتهم بضع وستون عاما ، والأمل قائم في تدمير هذه الدولة على أيدي المجاهدين الفلسطينيين.

وعلى جموع الشعب الفلسطيني إعلان الحرب على اليهود وإشعال الأرض المحتلة نارا على كل صهيوني ، ولا ينتظرون إلا أحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، والله سبحانه قادر على أن ينصر عبادة ، ولا عبرة بقوة العتاد والسلام، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله، وليعلم الفلسطينيون المرابطون على أرضهم اليوم أنهم هم الأعلون وعليهم ألا يهنوا ولا يحزنوا فان نصر الله قريب.

أحمد أبوزيد

a_abozied@hotmail.com


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية