أعلن الدكتور عادل البنا رئيس المعهد القومى للقلب عن نجاح أول عملية من نوعها فى مصر لزرع مخرج جديد باستخدام شريان صناعى يسمح للدم بالتدفق من القلب إلى باقى أعضاء الجسم بكميات كافيه لإنقاذ حياة فتاة تدعى سارة تبلغ من العمر ٢٣ عاما بدلا من عملية زرع قلب كامل لتصليح عيب خلقى هدد حياتها.

مشير إلى أن الجراحة النادرة قام بإجرائها فريق طبى برئاسة الدكتور محمد عمارة أستاذ ورئيس قسم الجراحة بالمعهد القومى للقلب، والدكتور أحمد عبد الكريم مدرس مساعد جراحة القلب، والدكتور علاء أبو زهرة استشارى التخدير.

وأوضح الدكتور محمد عمارة أن الفتاة ولدت بعيب خلقى في القلب يتمثل فى وجود غشاء تحت الصمام الأورطى تسبب فى غلق البطين الأيسر ومنع تدفق الدم بكميات كافيه لأعضاء الجسم مما جعلها غير قادرة على بذل جهد ولديها شعور بالنهجان والم فى الصدر وعدم القدرة على العمل و زغللة فى العين وأحيانا فقدان للوعى بشكل مؤقت و أجريت لها أول عملية منذ ٥ سنوات، حيث تم استئصال الغشاء وبعد خمس سنوات عادت لها أعراض انخفاض تدفق الدم من القلب للجسم مرة أخرى، ثم خضعت لجراحة أخرى منذ أربعة شهور ولكنها فشلت أيضا وتدهورت حالتها.

وتم تحويلها إلى المعهد القومى للقلب لإجراء جراحة توسيع في قاعدة القلب لزرع صمام أورطى لتوفر فتحه كافيه لضخ الدم بكميات كافية ولكن بإجراء فحص للشرايين التاجية وجد أنها تعانى من عيب خلقى آخر حيث إن الشريان التاجى الأيمن يخرج من فتحة الشريان التاجى الأيسر ويمر أمام الشريان الأورطى الرئيسى، مما يمنع عملية التوسيع بالطريقة الاعتيادية لوضع الصمام ولذلك أصبح الحل الوحيد العلاجى الحاسم هو إجراء عملية لزرع قلب جديد لإنقاذ حياتها.

ونظرا لصعوبة إجراء عملية زرع قلب للفتاة لعدة أسباب من بينها تكلفتها الباهظة التى تصل إلى ٢مليون جنيه، بالإضافة إلى جهاز مساعد للقلب يتكلف نصف مليون جنيه أخرى، تم التفكير فى إجراء جراحة مبتكرة تعتمد على زرع وصله شريانيه بشريان صناعى مزود بصمام من قمة القلب فى البطين الأيسر إلى الشريان الأورطى فى الصدر لبناء مخرج جديد للدم واستغرقت تلك العملية ٣ ساعات يوم السبت الماضى وأصبحت المريضه قادرة على ممارسة حياتها الطبيعية بعد ٤٨ ساعة من الجراحة التى تم إجراؤها مجانا.

وأشار إلى أن تلك الجراحة تمثل فتحا جديدا فى مجال جراحات القلب، خاصة لكبار السن المصابين بضيق الشريان الأورطى المتكلس الذى لا يسمح لهم وضعهم على ماكينة قلب صناعى وهؤلاء كانوا يضطروا للسفر للخارج لإجراء عملية زرع الصمام بالقسطرة وتتكلف ٧٠ ألف يورو فى أوروبا وعندما أجريت تلك العملية في مصر بلغت تكلفتها ٤٠٠ ألف جنيه نتيجة مبالغة الشركات فى تكلفة الصمام وهذا يحرم عددا كبيرا من المرضى قد يصل إلى ١٥٠ مريضا فى العام، وحتى إذا قامت الدولة بتكاليف إجرائها، فسوف تتكلف مبالغ طائلة لأن الصمام سعره حوالى ٤٠ ألف دولار.

وتعتبر العملية الجديدة التى نجحت فى معهد القلب بديل آمن لزرع الصمام بالقسطرة للمرضى كبار السن الذين لديهم صمام متكلس، لأن تلك العملية لا يستخدم فيها ماكينة قلب صناعى وتمكن هؤلاء المرضى من العيش بشكل جيد وتوفر على الدولة ٢٠٠ ألف جنيه صمام لكل عملية إذا كانت الدولة سوف تجريها مجانا وتوفر على أى مريض ٣٥٠ ألف جنيه أو ٧٠ ألف يورو لو كانت فى مصر، نظرا لأن العملية الجديدة تتكلف ١٥ ألف جنيه فقط .. ولا يترتب عليها أى مخاطر.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية