أعلن أهالي نجع الخولي بدشنا اليوم الجمعة انتهاء تجديدات مقام الشيخ نصر الدين بالقرب من شجرة النبق التي يعتقد أنها تنزف دما حزنا علي موت زارعها الذي قام بزراعتها عام 860هـ بعد قدومه من مدينة إسنا جنوب قنا لنشر العلم في هذه المنطقة التى كانت مهجورة وتم تعميرها علي يديه.

وقال أحمد يحيي الشريف، من أحفاد الشيخ نصر الدين إن تجديدات المقام الكائن بالقرب من الشجرة جاءت بعد مرور 50 عاما علي التجديدات القديمة التي أجريت علي المقام مشيرا إلى أن عادة أحفاد الشيخ هو إجراء تجديدات بعد مرور نصف قرن منذ إنشاء المقام الأول عام 860 حتي الوقت الحالي.

أضاف الشريف أن الشيخ نصر الدين المنتهي نسبه للإمام الحسين رضي الله عنه والذي له ذرية في المغرب العربي ومحافظة قنا قدم لمدينة دشنا عام 665 هـ وقام بزراعة هذه الشجرة التي تنزف دما في يومي الاثنين والجمعة من كل أسبوع في هذا المكان الذي كان شبه مهجور، قبل استقرار الشيخ فيها لنشر العلم، وبعد موته نزفت الشجرة دما علي فراقه وخاصة يوم الجمعة اليوم الذي مات فيه مضيفا إن أجداده قاموا بدفن كتبه ومخطوطاته في مقامه الذي يوجد بالقرب من الشجرة حتي الآن.

في يوم الجمعة من كل أسبوع يتوافد الناس جميعا من كل حدب وصوب للاقتراب من شجرة الشيخ ناصر القابعة في ذات المكان بالقرب من مقام الشيخ التي يرون فيها كرامة للشيخ حيث تبدوا الشجرة في اعتقادهم حزينة بالدم ووفية للعشق ويقيمون طقوسهم للاستخدام تلك المادة التي تفرز حزنا شبيها بالدم لعلاج الأمراض الجلدية خاصة من الأطفال.

تبدأ زيارة الشجرة والمقام كل يوم جمعة من العاشرة صباحاً ويستمر توافد الزائرين لما بعد صلاة الجمعة وأثناء ذلك يمارس الزائرين بعض الطقوس بدخول السيدات إلي المقام حيث تقوم الحاجة "هلالية" القائمة علي خدمة المقام بقراءة القرآن للأطفال والصغار والنساء والفتيات وتقوم السيدات بالخروج للجلوس بجوار الشجرة وإشعال الحطب وإمرار الأطفال المحسودين علي الحطب المشتعل سبع مرات اعتقادا منهن بأن ذلك يعالج الأطفال المحسودين.

ومع كثرة الوافدين للزيارة للتبرك والعلاج فقد بدأ بعض الأهالي بعمل فاترينات صغيرة لبيع الأطعمة والحلويات والمشروبات للوافدين وتقوم كل أسرة بتناول طعام الغذاء تحت ظلال الشجرة ثم يبدأ الأطفال تسلق الشجرة لاستخراج "الدم" عن طريق قطع صغيرة من القطن أو القماش تمتص "الدم" من داخل شقوق الشجرة.

يقول محمد الصغير نصر الدين، من أحفاد الشيخ أن الرحالة العرب حين زاروا الصعيد مثل ابن جبير الأندلسى الذي زار الصعيد في العصر الأيوبي تحدث عن شجرة تشبه شجرة الشيخ نصر الدين تنزف دما في قرية دندرة غرب مدينة قنا، والتي قام بزياراتها مشيرا إن حزن الأشجار والحيوانات علي أصحابها ظواهر طبيعية ومعروفة فكل الموجودات في الفكر الصوفي تتصل مع بعضها البعض.

من جهته قال الباحث إبراهيم عبد اللاه، الحاصل على ماجستير في الزراعة أن العلم يجزم أن المادة في تلك الشجرة هي إفراز طبيعي ، ولكن أغلب الناس اعتقدت أنها دم حزن علي فراق الشيخ، وأضاف عبداللاه إن العلم الحديث يجزم أن إفرازات شجرة النبق تشفى الأمراض مشيرا أنها ظاهرة علمية عادية وليست معجزة.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية