نصوص مزورة لـ"إبسن" تفجر أكبر فضيحة أدبية منذ مذكرات هتلر
هزت فضيحة أدبية الوسط الأدبي النرويجي بعد اكتشاف خدعة تزوير هي الأكبر من نوعها منذ فضيحة مذكرات هتلر في 1983 حيث ادعي كاتب نرويجي عثوره علي نصوص أصلية للكاتب المسرحي العالمي "هنريك إبسن" وقيامه ببيعها بمبلغ ضخم إضافة إلي نصوص أخري للروائي الحائز علي نوبل والمتعاطف مع النازيين "كنوت هامسون".
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الالكترونى اليوم الأحد أن الفضيحة تفجرت حين ادعي النرويجي "جير أوفا كفالهايم" بأنه اكتشف نصاً نادراً للكاتب المسرحي العالمي "هنريك إبسن"، بعنوان "إله الشمس" وزعم أنه اكتشاف سيغير وجه تاريخ النرويج الأدبي.
هنريك إبسن هو مسرحي عالمي ولد في 1828 وتوفي في 1906، ويعد أبرز المسرحيين النرويجيين والعالميين وكانت تأتي شهرته بعد شهرة شكسبير، له 26 مسرحية وترجم الكثير منها إلي العربية وصدرت أعماله الكاملة عن المركز القومي للترجمة.
وقال "لارس فرود لارسن" أحد أوائل الخبراء الذين تنبهوا للتزوير، أنه لم يسمع عن تزوير بهذا الحجم منذ الإعلان عن مذكرات هتلر المزورة في 1983، حين اشترت مجلة "شتيرن" الألمانية 16 كتيبا صغيرا ادعي مهرب من ألمانيا الشرقية أنهم مذكرات هتلر بـ 10 ملايين فرنك سويسري في إبريل 1983 واكتشفت بعد ذلك أنها مزورة.
وقال "رولف واريندورف" أحد بائعي التحف والكتب القديمة في النرويج والذي خدعه "كفالهايم" وباع له النص: "لقد كان مقنعاً للغاية، أخبرني بأنه بائع تحف متخصص في مقتنيات الحرب العالمية الثانية، من الميداليات والأزياء وأنه تواصل مع نازين قدامي من الذين هربوا لأسبانيا وحصل منهم علي تلك المجموعة النادرة من النصوص. وأضاف "واريندورف" أن المسألة سببت له إحراجاً كبيراً، حيث كان هو القناة التي أسهمت في توزيع تلك المسرحية المزورة للسوق.
لكن شكوكاً كثيرة حول الموضوع أدت إلي قيام مجموعة من بائعي التحف والكتب القديمة للعمل مع المكتبة الوطنية للتحقق من العمل، ولكن البوليس النرويجي رفض الكشاركة في القضية، حتي عام 2008 حين قررت إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية التحقيق في وتوصلوا إلي أن 13 نصا وتحفة قديمة من التي باعها "كفالهايم" بمبلغ 50 ألف جنيه استرليني مزورة، وهو ما أدي لإدانته في نهاية نوفمبر الماضي، ويتوقع أن تزداد عدد النصوص المزورة المكتشفة في الفترة المقبلة.
ومن المفترض أن يمضي المحققون النرويجيون الشهور المقبلة في محاولة للوصول لأصل تلك الخطابات والنصوص المزورة، والتي تم تحديد جلسة أول إبريل المقبل لمحاكمة كفالهايم فيها.
التعليقات