اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان

وقف مشروع وادي كركر وقري الظهير الصحراوي حتي إشعار آخر

تستعد محافظة أسوان للاحتفال بعيدها القومي خلال الأيام القليلة القادمة.. وكعادته يتأهب اللواء مصطفي السيد محافظ الاقليم للإدلاء بتصريحاته الوردية المصحوبة بابتسامته الساحرة لإظهار المحافظة وكأنها في أحسن الأحوال وبعدد مشروعاته التي دائماً في طور الإعداد منذ أن وطأت قدماه ديوان عام المحافظة والتي يظهر جلياً أنه أتي اليها بأجندة محددة وهي إرضاء النوبيين وكبح جماحهم وتطيبيب خاطرهم..

وبالفعل أدي المحافظ دوره علي أفضل ما يكون وبمجرد جلوسه علي مقعده بديوان المحافظة أعلن أنه جاء ليحقق طموحات أبناء النوبة ويعيدهم الى أرض الأجداد التي يطوقون اليها.. بل وأفرط المحافظ في تصريحاته ولم يهتم بمشاكل المحافظة الاساسية معتمداً علي إرث الإنجازات الضخم الذي خلقه له الراحل سمير يوسف محافظ أسوان السابق عليه رحمة الله واهتم فقط بإرضاء النوبيين وأخذ يكرر زياراته في أماكن تجمعاتهم وخاصة مركز نصر النوبة..

وبابتسامته الودودة ونظرته الحانية أخذ يستعرض طموحاته للنهوض بالمجتمع النوبي.. الجميع صدق المحافظ وتوهم فيه خيراً سوف يعم علي المحافظة حتي أن باقي أبناء المحافظة من غير النوبيين صدقوه أيضاً.. وبصدور رحيمة أفسحوا له المجال لإرضاء أبناء النوبة الذين لا يمثلون سوي ثلاثين في المائة من سكان أسوان..ومرت الأيام والشهور حتي أتم مصطفي السيد عامه الأول بالمحافظة لكن دون أن يحقق شيئاً سواء للنوبيين أو لباقي سكان المحافظة.. لتبدأ المشاكل بينه وبين أبناء النوبة الذين تاقت نفوسهم لتحقيق وعوده لهم دون جدوي بالاضافة لضيق صدر مصطفي السيد من كثرة طلبات النوبيين وادراكه أنه لم يفعل شيئاً لهم ولا لغيرهم طوال العام الاول له بالمحافظة..

ويبدو أن هذه السمة أصبحت ضمن ملامح اللواء مصطفي السيد والتي أضيفت للعديد من سماته التي استوعبها شعب أسوان جيداً فالجميع في أسوان يقر أن السيد المحافظ طيب القلب.. ودود .. واسع الصدر.. مستمع جيد للمشاكل.. لا ينفعل.. قريب جداً من المواطنين لكن كل هذا دون فاعلية علي المستوي العام.. والأمثلة علي ذلك كثيرة فهناك مثلاً قري الظهير الصحراوي التي توقف البناء بها بعد رحيل المحافظ السابق سمير يوسف والتي تتضمن حوالي ٠٠٨٢ وحدة سكنية كان من المحدد لها أن تنتهي في عام ٩٠٠٢ بعد إنهاء المرحلة الثالثة من العمل بها إلا أنه لم يتم تسليمها حتي الآن وكذلك هناك مشروع استكمال تغطية مصرف السبيل الشهير الذي طالما تسبب في انتشار الأمراض وإيزاء قاطني ما حوله من مساكن وهذا أيضاً بدأ العمل به بتصريح من اللواء مصطفي السيد منذ عام ٨٠٠٢ إلا أن العمل توقف به فجأة حتي يومنا هذا مما يثبت أن محافظ أسوان أصبح محترفاً للتصريحات لكن دون دراسة كافية للمشروعات التي يصرح بها.

ومما ىؤخذ عليه أيضاً هو إسناد معظم المشروعات الضخمة بالمحافظة لمجموعة محددة من شركات المقاولات لا تزيد علي ثلاث شركات تقريباً وهي شركة الصفا للمقاولات وشركة المحمودية وشركة فهيمكو.. الأمر الذي أدي الي حرمان مجموعة كبيرة من المقاولين وقطاع كبير من شركات المقاولات من العمل بل وتعطيل مصالحهم.. كما أن جدلاً واسعاً يعم أرجاء ديوان عام المحافظة حول قرارات مصطفي السيد التي منها مثلاً أن يتم تنفيذ جميع الأعمال الإنشائية تحت إشراف المحافظة الأمر الذي أدي الي توقف نشاط مديرية الاسكان والتعمير وشل حركتها طوال الفترة الماضية.

واستمراراً لمسلسل تصريحات مصطفي السيد في المناسبات والأعياد فهناك ٠٣ ألف وحدة سكنية كان المحافظ قد وعد بها مؤكداً بدء العمل فيها عن طريق هيئة الأوقاف بمقدم ٠٠٠١ جنيه للشقة وكان من المفترض أن يتم تسليمها في عام ٠١٠٢ إلا أن ٠١٠٢ قد أغلق أبوابه دون أن تنتهي هيئة الأوقاف من تسليم أي وحدة سكنية.. بل والمثير للجدل أيضاً أن تقارير هندسية أكدت أن أرض المشروع لا تصلح إلا لتنفيذ خمسة آلاف وحدة سكنية فقط فمتي وأين سيتم تنفيذ باقي الثلاثين وحدة سكنية.. هذا وقد أعلن المحافظ في عيد أسوان القومي عام ٩٠٠٢ عن تنفيذ مشروع "أسوان بلازا" إلا أن العمل به لم يبدأ حتي يومنا هذا .. وبعد عامين وثماني أشهر من تولي اللواء مصطفي السيد شئون المحافظة مازال يطالب النوبيين ليس فقط بالعودة لأرض الأجداد وإنما بتنفيذ عمليات الإحلال والتجديد لما يقرب من ٠٠٥٢ منزل تقريباً بقري النوبة كان المحافظ قد وعدهم بتنفيذها.. إلا أن هذا الوعد أيضاً ذهب لأدراج الرياح.. والمضحك في هذه القصة أن محافظ أسوان ومنذ إنشائها وهي تقوم بتنفيذ أعمال إنشاء الوحدات السكنية للنوبيين تحت إشرافها إلا أن مصطفي السيد قد أحال هذه الأعمال لوزارة الإسكان بدون مقدمات الأمر الذي أدي الي تعطيل عمليات الإحلال الكلي لحوالي ٠٠٥٢ منزل بمركز نصر النوبة وهناك منطقة الصحابي التي يجري العمل بها الآن وتطويرها والتي ملء المحافظ بها أرجاء المحروسة فوجئنا أيضاً أنها كان يجب أن يبدأ العمل بها منذ عام ٨٠٠٢ وكذلك إنشاء الحارة الثانية من طريق الكورنيش أسوان والتي وعد المحافظ أن يتم افتتاحها في ٠١٠٢ إلا أن العمل بها يتم بمنتهي البطء ولم ينته حتي الآن والواضح أن البنية الأساسية الحديثة للمحافظة قد تم إنشاؤها في عهد سمير يوسف المحافظ السابق الذي قام بتطوير وتجديد شبكات المياه والصرف والكهرباء بالإضافة الى عمليات تطوير وتجميل المدينة والتي بدأت تتراجع بعد أن ترك المحافظة لرؤساء الوحدات المحلية بالمراكز وأوسع من سلطاتهم بعد أن ثبت خلال الفترة السابقة أنه لا يهتم بتفاصيل الأشياء ولم يتابع تصريحاته ولا قراراته.

والطريف أن التنفيذيين بديوان المحافظة يهمسون فيما بينهم بأن المحافظ يتمتع بنعمة النسيان وهناك أكثر من واقعة تثبت ذلك الأمر الذي أدي الى إهمالهم في الكثير من شئون المحافظة التي يحاول المحافظ أن يظهرها في أحسن صورة أمام الإعلام ومن خلال وضع أحجار الأثاث للعديد من المشروعات التي لم تنفذ على الواقع حتي الآن والتي كان آخرها مشروع وادي كركر الذي وصلت اعتماداته المالية للمحافظة في عام ٩٠٠٢ وعادت لوزارة الاسكان في عام ٠١٠٢ ومازال يحبوا متمنياً أن يظهر للنور يوماً ماً!!

وفي مجال السياحة لم يضف المحافظ شيئاً للنهوض بالسياحة في أسوان ومازالت أسوان متأخرة في السياحة الترفيهية وغير جاذبة للسياحة العربية وتعتمد فقط علي السياحة الثقافية المتمثلة في معابدها وجوها الساحر.. ويأخذ شعب أسوان علي المحافظ عدم اكتراث التنفيذيين بتأشيراته للمواطنين علي معظم الطلبات خاصة أنه لا يعطي تأشيرة مباشرة في أغلب الأحيان.. ويهتم محافظ أسوان دائماً بالقرارات الإنسانية التي تحقق له الشو الإعلامي لإرضاء المواطنين وصرفهم عن الأساسيات وكذلك جذب أنظار الحكومة والمسئولين تجاهه.

ودائماً ما يصرح المحافظ في لقاءاته التليفزيونية والصحفية بأن الشعب الأسواني محب للنظافة ولا ينتظر الشركات المنوطة بذلك للقيام بتلك المهمة مشيرا الي أن السيدات ينظفن الشوارع ويجمعن القمامة من أمام منازلهن.. ناسيا أن أغلب شوارع القري والمراكز  تسيطر القمامة عليها وتمثل لها صراعاً مزمناً.

هذا بالاضافة الى التلوث البيئى الناتج عن المصانع في معظم مراكز المحافظة ففي مركز أسوان تجد مصنع "كيما" ملوثاً لجو المدينة الساحر وفي مركز كوم أمبو تجد مصنع السكر ومصنع الخشب الحبيبي يتوسطا المدينة وينتج عنهما غباراً كثيفاً ودخاناً معمياً وروائح كريهة طوال فترة عصير قصب السكر وكذلك في مركز إدفو والتلوث الناتج عن مصنع الفيرسيليكون.

أما في مجال الاستثمار فدائماً ما يصرح مصطفي السيد بأننا نعمل علي جذب المستثمرين الاجانب للمحافظة إلا أن هذا لم يظهر علي السطح حتي الآن اللهم إلا بعض المستثمرين في المجال الزراعي الذي حصلوا علي آلاف الأفدنة والي الآن لم يقوموا بزراعتها مكتملة حتي الشركات الاجنبية التي تعمل في مجال الاستثمار السمكي مازالت تعمل بالطرق البدائىة ولم تستخدم أي تكنولوجيا حديثة فمحافظ أسوان يتعامل علي طريقة أن يصرح مثلاً بأن إشغالات الفنادق بالمحافظة وصلت الى ٠٠١٪ وينسي أن عدد الفنادق والغرف السياحية بأسوان لم يتجاوز ثلث عدد فنادق وغرف محافظة الأقصر ويعد من ايجابيات المحافظ حبه لشعب أسوان في جميع خطاباته ولقاءاته بل ويهتم بما يحتاجونه من أساسيات العيش والحياة فمنذ قدومه للمحافظة لم تحدث أزمة في رغيف الخبز ولا في أنابيب البوتاجاز بعكس ما يحدث في بعض المحافظات الأخري.. وكذلك ضربه بيد من حديد علي كل من يتاجر بقوت الشعب الأسواني حيث أحال أكثر من ثلاثمائة قضية للنيابة العامة خاصة بهذا الشأن..

وفي مجال الصحة أغلق العديد من العيادات الخاصة التي تعمل في توقيت العمل الحكومي وتتسبب في شل حركة العمل في المستشفيات الحكومية كما استعان بأطباء عسكريين كمدراء لمعظم المستشفيات العامة بمراكز المحافظة ويلقب شعب أسوان بالشعب الطيب أبناء الأصول..!!

 

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية