أحدهم بني منزلا فمر قريب لبن علي فأعجبه المنزل فأخذه ضحايا نظام بن علي يروون مآسيهم .. ويصرون علي استعادة حقوقهم المسلوبة
أما نبيل بن ابراهيم هو طالب في الرابعة والعشرين فيريد استعادة المنزل الذي بناه والده المريض في إحدى ضواحي العاصمة في 2006 "بكل ما اقتصده طوال حياته".ويقول: "كان البناء جاريا ، في أحد الأيام مر أحد المقربين من بن علي ووجد أن المنزل جميل فأخذه".
وسيضاف ملفاهما الى حوالى 800 شكوى سجلت حتى الآن منذ بدء عمل اللجنة المكلفة النظر في الفساد والاختلاسات، قبل خمسة أيام.وفي الطابق الثاني من المينى يستمع مسؤول في لجنة التحقيق في أعمال العنف التي ارتكبت خلال الثورة لوسام ساسي عامل البناء الذي ضرب خلال تظاهرة.وقد أصيب بكسرين في الساق. ويقول أنه لم يعد قادرا على العمل و"لا يستطيع إعالة" زوجته وأولاده الثلاثة.
وفي مكتب ضيق تتكدس الملفات، كومة للاحياء وأخرى للأموات. ويفتح المسؤول ملفا اختاره بشكل عشوائي وينظر الى صورة شاب.ويقرأ "قتل برصاص قناص في شمال العاصمة". ويبدو المكان الذي أصابته الرصاصة فوق القلب تماما واضحا.وفي ممر، يقف وليد قدارة (31 عاما) بانتظار دوره للحصول على "تعويض عن التعذيب" الذي تعرض له في 12 يناير.
ويقول "اوقفني شرطي أراد الضغط على عائلتي للحصول على المال. عذبت بالصدمات الكهربائية وضربوني بالمصحف".ويلخص توفيق بودربالة رئيس اللجنة حول العنف إن "الناس ينتظرون بفارغ الصبر إحلال العدالة".وأضاف هذا الرجل البالغ من العمر 68 عاما وكان رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان "سنحقق وسنستمع إلى الشهود وكذلك إلى الذين يشتبه بتورطهم" في القضايا.وسينشر تقرير هذه اللجنة وتقرير اللجنتين الآخريين بعد شطب الأسماء "لحماية الشهود واحترام حقوق الدفاع"، قبل أن يسلم إلى القضاء وطلب التعويضات.
وفي الطابق الرابع يبدو أعضاء لجنة الاصلاح السياسي الذين يفترض أن يدرسوا القانون الانتخابي، منهكين.
وفي قاعة الاجتماع حيث تفوح رائحة العرق والقهوة الباردة، يفتح رئيس اللجنة اياد بن عاشور نافذة ويعلن عن بدء الاستراحة.لكن في الممرات يتابعون النقاش عن كيفية "بناء" تونس المقبلة.
ويرى أحدهم انه "يجب المرور بمجلس تأسيسي لوضع اسس شرعية فعلا" للمؤسسات الجديدة. ويؤكد آخر انه يجب العمل "بسرعة" لان "الناس غاضبون".لكن الثالث بينهم يريد تأجيل المهلة التي حددت لتنظيم الانتخابات ستة اشهر.وقال ان "الحزب الدستوري هو الحزب الوحيد الذي يملك بنية على المستوى الوطني. لذلك سيغير اسمه ويحصل على الاصوات".
التعليقات