الجلسة الإفتتاحية للاجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي

كتب: إبراهيم جابر

 

 

ألقي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجماعة الدول العربية اليوم الخميس كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الدورة العادية (101)

وحصلت شووف على نسخة من نص كلمة الأمين العام خلال الجلسة والتي جاءت كالتالي: 

 

معالي الفريق الدكتور محمد عثمان سليمان الركابي
وزير المالية والتخطيط الاقتصادي بجمهورية السودان 
رئيس الدورة (101) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
يطيب لي في البداية أن اتوجه بالتهنئة إلي جمهورية السودان على توليها رئاسة الدورة العادية (101) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، متمنياً لها خالص التوفيق والسداد في هذه المهمة. كما لا يفوتني أن أعبر عن عميق التقدير للمملكة العربية السعودية على الادارة الحكيمة لأعمال الدورة السابقة. 
 
السيدات والسادة،
يأتي انعقاد أعمال مجلسنا اليوم في توقيت دقيق وحساس بالنسبة لأمتنا العربية حيث لازالت التهديدات والتحديات الخطيرة تتوالي عليها من كل حدبً وصوب...فليس خافياً على احد أن المنطقة العربية لم تكن في وقت من الأوقات أحوج إلي طاقة من النور والأمل، أكثر مما هي عليه الآن... 
  ومما لا شك فيه، أن عملية التنمية في العالم العربي لا تجري في ظروف طبيعية، ولا تحيط بها بيئة مهيئة أو حاضنة أو داعمة... بل على العكس، نري استمراراً للعنف وللاضطرابات في انحاء مختلفة من الوطن العربي، فضلاً عن استمرار القرارات احادية الجانب التي تقوض من حقوق الشعب الفلسطيني... كل تلك الأمور تزيد من صعوبة إيجاد منظومة تنموية متكاملة وفعالة تضع إعادة تأهيل وتنمية الإنسان في مقدمة اولوياتها، جنباً إلي جنب مع  إعادة اعمار ما تم تدميره وهدمه.
 
مضاف إلى تحديات إعادة الإعمار، فإن المنطقة العربية تعاني من أكبر عجز غذائي في العالم... فهي المنطقة الوحيدة التي شهدت زيادة في الجوع والفقر خلال السنوات الماضية... فالعرب يمثلون 5% من سكان العالم، ولكنهم لا يحصلون سوي على 1% فقط من مصادر المياه العذبة... 40% من العرب يعيشون في مناطق تعاني من الشح المائي.   
السيدات والسادة،
إن تحديات المرحلة الراهنة تفرض علينا مزيداً من التضافر والتكاتف لمواجهتها وتجاوزها للانطلاق إلي آفاق جديدة أكثر استقراراً وازدهاراً ومن اجل مستقبل افضل للأجيال القادمة... كما تقتضي في تقديري إزكاء منظومة العمل العربي المشترك بروح جديدة تتسم بمزيد من الاخلاص والاجتهاد والحيوية... روح قادرة على تعبئة جهود وقدرات كافة مكونات منظومة العمل العربي المشترك، بل وتطويرها بالشكل الذي يؤهلها لوضع برامج ومشروعات عربية قومية قابلة للقياس والتنفيذ تساعد وتعزز من بناء القدرات، وبالذات في مرحلة إعادة البناء والاعمار، وتساعد على تجاوز اثار ما خلفته النزاعات والأزمات من دمار وخراب لمقومات الدولة الوطنية وتأثيراتها السلبية على حياة المواطن فيها. 
وفي هذا الإطار، لعلكم تتفقون معي على أهمية دور المنظمات العربية المتخصصة لما تقوم به من دور محوري وهام في كافة المجالات ذات الصلة المباشرة بالمواطن العربي... فهي الأذرع الفنية لجامعة الدول العربية، وتمثل ركناً أساسياً في منظومة العمل العربي المشترك... إلا أن الترابط بين عمل هذه المنظمات والمجالس الوزارية المتخصصة يحتاج إلي مزيد من التعزيز والتنسيق. 
السيدات والسادة، 
إنني اعتبر مجلسنا اليوم فرصة جيدة لتقييم كل ما يتعلق بأداء المجلس الاقتصادي والاجتماعي وكيفية تطوير وتعزيز آلياته. ففي تقديري إن تطوير المجلس يعد أمراً حتمياً لا فكاك منه لمواكبة التطورات الجارية من حولنا... كما أنني اعتبر مسألة التوافق على تطوير المجلس احد أهم اولوياتي لكونه احد الارقام الرئيسية والهامة في معادلة تطوير منظومة العمل العربي المشترك. 
السيدات والسادة،
قبل أن اختم كلمتي اسمحوا لي أن احيط مجلسكم علماً بأن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد تلقت مؤخراً مذكرة من المندوبية الدائمة للجمهورية اللبنانية، تفيد باستضافة لبنان لأعمال الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، المقرر أن تنعقد العام القادم وفقاً لقرار قمة نواكشوط الصادر في يوليو/تموز 2016، بشأن دورية انعقاد القمم العربية التنموية مرة كل أربعة اعوام قبل انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على مستوي القادة والمخصص للوقوف على التقدم المحرز بشأن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.
أتمني لأعمال هذا المجلس النجاح والسداد، وفقنا الله جميعاً إلي ما فيه خير الأمة ونفعها... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية