وصف العلماء قدرة الله على رؤية وسماع كل شئ في الكون بجملة "يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء"، فالله - سبحانه وتعالى - حاضر في كل مشهد : {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}. وأوضح الداعية الإسلامية مصطفى حسني في هذا الصدد أن الفعل الناشئ بداخل الإنسان من منطلق أن الله عليم به: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}، وقال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} ربنا يحفظك أثناء المعصية لأنه الحليم . وشرح الداعية خلال الحلقة 162 من برنامجه «فكر» أن أصل (الحِلم) في اللغة هو السكون عند الغضب، والحليم هو الذي لا يعجل العقوبة مع قدرته عليها، وهو الذي لا يحبس إنعامه على العباد بسبب ذنوبهم، ورضاه سبحانه وتعالى لعباده الإيمان و الهداية: {وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}. وأكد الداعية أن معنى آية: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى} هو قدرة الله الكبيرة على السماح والعفو. ووصف الداعية مشاكل وأزمات الإنسان وإرتكابه للمعاصي بسبب التسرع أو سوء الأدب والإهمال والتقصير ما هي إلا مذكرات من الحليم - سبحانه وتعالى - لتصحيح مساره. وذكر حسني قصة عبد قال لأحد الأنبياء: يا نبي الله كم أعصي الله ولا يعاقبني فأوحى الله إلى ذلك النبي قل لفلان: (ليعلم أنني أنا أنا وأنت أنت). وأوصى الداعية بعدم حرمان النفس بالقرب من الحليم بسبب الإصرار على الذنب حتى نصبح أصحاب أصل مع صاحب الصفات الكريمة. وحذر الداعية بأن يكون كرم الله لعباده مدعاة للبعد عنه كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}. ونصح الداعية بالتخلق بهذا الخلق مع الخلق فكم من ساعة غضب سيرت إلى ذل الاعتذار وكم من لحظة غضب فرقت بين الأبرار وكم من ثورة غضب أفقدتك قلوب المحبين والاخيار.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية