لم يكن في ذهن المحللين ولا خيال المبدعين ما حققته الثورة من نتائج .. فأقصى ما ذهبت إليه التوقعات أن ينقلب الجيش على النظام ويطيح به . أما أن يحدث الشباب ثورة سلمية يجلى بها النظام الفاسد فهذا ما كان بعيدا عن الأذهان والتحليلات .. وأن مساندة القوات المسلحة لهذه الثورة جاء معبرا عن إرادة واحدة لشعب يعشق الحرية في حياة كريمة يدفع من اجلها حياته ثمنا لها ..

لقد أثبتت تجارب الشعوب أن الحرية تسلب من الطغاة وثمنها دم احمر يسفك عندما يبلغ الظالم مداه .. وثورات الشعوب تكاد تكون متشابهه من حيث الأهداف وان اختلفت في كيفية نجاحاتها فلكل ثورة تداعياتها وأساليبها .. أما ثورة 25 يناير المصرية جاءت لتعلم العالم كيف تكون الثورات مواكبة لأساليب ومعايشة العصر فهي ثورة أدركت أهمية العلوم والتكنولوجيا فاستخدمتها لتنتفض من ظلام حائك طاف بها أعوام طوال ..

فمصر عبر العصور والأزمان دائما ما تؤكد أنها رائدة وان لم تكن البادئة فثوراتها السابقة عكست قدرة الشعب على تحمل الصعاب من ظلم الحكام حتى إذا ما بلغ الظلم مداه أطاح به وجاء بعهد وعصر جديد يحقق تطلعاته في المستقبل القريب والبعيد وما بين الثورة ونتائجها تحديات يجب تجاوزها بصمود الثائر الحق .

فللثورة أعداء وحساد وأحقاد . فأما الأعداء فهم الذين خسروا مصالحهم مع النظام الفاسد فوجودهم مرهون بالفساد كالضفادع لا تعيش إلا في المصارف . أما الحساد فهم الذين يستكثرون على الشعب أن يعيش في حرية ونماء وهم يتمنون زوال هذه الحرية من مكتسبيها لأنهم يرون بقلوبهم السوداء الحرية ليست من حق الشعوب أما الحاقدون فيرون أنهم هم الأولى في حكم البلاد من الثوار ويسعون للإمارة التي هي ليست من حقهم ..

وما بين الثورة ونتائجها تشتعل نيران الثلاثة محاولة حرق الثورة بالأفكار تارة والفتنة تارة ثانية ولا يتورع هؤلاء في إحداث أي شيء من أجل وقف وصول نتائج الثورة للثوار وللشعب ، فهذا الفاصل قد يكون هو الأصعب لأن فيه تحول فهناك من تأخذه العزة بالإثم فيتحول فكره وقلبه ضد الثورة ومن تحركه الأهواء وما تثبته الأحداث ..

أما ما يجب علينا فعله أثناء الفاصل هو التريث والتصبر حتى تتحقق النتائج المرجوة من الثورة وفى نفس الوقت مكافحة الأعداء الثلاثة الفاسدون والحساد والحاقدون حتى يتسنى للثوار تحقيق المطالب .. وما نتلمسه نحن الآن بلبلة في الفكر واستعراض للقوى وسلب للجهود وإقحام بجح ممن عارضوا الثورة في بدايتها .. هم بالفعل بجاحون لا يختشون ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا . فسحقا لهم .. سينتهي الفاصل ويعود الثوار ويحققون النتائج لأنهم صادقو الوعد مؤيدون من عند الله .. وغدا بعد الفاصل فجر جديد بفكر جيل يشرق مع الشمس .


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية