نشهد فى الأونة الاخيرة سو اء محليا أو اقليميا أو عالميا حملات عدة لتشوية الأديان سواء الدين الاسلامى أو غيرة من الاديان السماوية الاخرى التى انزلها الله تعالى .. مما جعل من ازدراء الأديان مبدأ وليس استثناءا يجب الحد منه لمنع اهانة الاديان .

ونحن هنا نعالج تلك المشكلة من ناحية اتخاذ الدول للتدابير وسن التشريعات التى تمنع من إهانة الاديان ومعتنقيها ..  فالأمر تخطى النظرية القائلة بضرورة تشجيع حوار الأديان بين الأمم المختلفة .. حيث بدت على السطح ظاهرة إهانة الأديان وازدرائها سواء داخل البلد الواحد أو خارجها مما جعل هناك تحفظات عدة على هذة الظاهرة التى تزرع مبدأ جديدا وهو عدم التسامح بين الأمم والشعوب .

فنجد أن قانون العقوبات المصرى رقم 58 لسنة 1937 والمعدل بالقانونين 95 لسنة 2003 والقانون رقم 147 لسنة 2006 والذى  تضمن نصوصا تحد من ظاهرة ازدراء الأديان وزرع الفتن أو استغلال الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو باية وسيلة اخرى لافكار متطرفة بقصد اثارة الفتنة او تحقير او ازدراء احد الاديان السماوية او الطوائف المنتمية اليها او الاضرار بالوحدة الوطنية .. وجعل عقوبة ارتكاب هذا الجرم عقوبتة الحبس مدة لا تقل عن ستة اشهر ولا تجاوز خمس سنوات او بالغرامة .

وبالرغم اعتقادي أن هذا النص لم يعد كافيا الان فى ظل التطورات المتلاحقة وظهور الوسائل التكنولوجية المختلفة التى يمكن استخدامها لاهانة الاديان وازدرائها  .. وارى ان الامر يستلزم سن تشريع منفصل لحماية الاديان من اهانتها وازدرائها ودرء زرع الفتن وتهديد الوحدة الوطنية بذريعة الدين .

فنجد على المستوى المحلى فى مصر قد ازدات اللهجة المتبادلة بين المواطنين مسلمين ومسحيين من عبارات وتلاسن يقع تحت طائلة القانون  .. وقد تصنف تحت عنوان  ازدراء الاديان ولكنى لم اجد من يتحرك لود الفتنة فى مهدها  .. وما زالت المحاولات مستمرة من جهات لتتناقل الالسنة بان هناك فتنة طائفية موجودة ..ولم يتحرك النائب العام للتحقيق فى ذلك .. بالرغم من علمى انه لابد من تقديم شكوى لكى تتحرك النيابة العامة ممثلة فى النائب العام للتحقيق  .. الا انه لابد من ادخال تعديلات تشريعية لتتحرك النيابة العامة " ممثلة المجتمع " دون وجود شكوى من احد .

وهنا سوف اترك ازدراء الاديان داخليا الى ازدراء واهانة الأديان عالميا .. حيث قد تابعنا عن كثب محاولات القس الأمريكى لحرق بعض نسخ من القرأن الكريم .. وكيف لهذا الاعلان قد تسبب فى ايذاء مشاعر المسلمين جميعا فى كافة انحاء الارض .. وليس هذا فحسب بل ايضا ما دار فى  سويسرا من طرح استفتاء لعدم بناء المساجد والمأذن .

ونشير أيضا الى الرسومات المسيئة للرسول علية الصلاة والسلام  الخارجة من أحد حاملى الجنسية الدنماركية وما تركته فى قلوب المسلمين  .. ولكنى أرى مبادرة وزيرة الخارجية الدنماركية وذهابها الى الازهر الشريف وتقديمها اعتذار الى المسلمين اتجاة فى المسار الصحيح .. واعتقد ان هذه الخطوة تمثل تصحيح للمسار نحو العلاقات بيين المسلمين وغيرهم فى كافة بلدان العالم .

وأعتقد انه يجب على الحكومة الدنماركية تفعيل المادتين 140 و266 ب من قانون العقوبات الدانماركى المخصصتين لحماية الاقليات والجماعات والأديان والمعتقدات بشكل عام .. وقد قامت أيرلندا اصدار قانون بمنع ازدراء الأديان والعقائد وهذا ما نشجعه ولابد لكافة الدول أن تسن تشريعات تمنع ازدراء الأديان واهانتها  .

وأخيرا نشير الى ما حدث فى هولندا من ازدراء للدين الإسلامى والتفرقة بين المواطنين بسبب الدين  ..  حيث كان فيلدرز وهو رئيس حزب اليمين المتطرف الهولندي "هولندا الحرة"، طالب في وقت سابق حكومة هولندا والحكومات الأوروبية ، بوصفه عضواً بالبرلمان الأوروبي، بضرورة اتخاذ إجراءات من شأنها إلزام المسلمين المهاجرين إلى أوروبا بتحديد النسل، والاكتفاء بطفل أو طفلين كالأسر الأوروبية، مؤكدا أن الديموجرافيا السكانية تسير لصالح المسلمين، فبحلول عام 2050، سيشكل المسلمون - وفقا له  نسبة 20% من سكان أوروبا بعد أن كانوا لا يزيدون عن 5%.
وطالب فيلدرز دول الاتحاد بإغلاق أبوابهم أمام الدول الإسلامية، وعدم السماح بمزيد من المهاجرين المسلمين، مؤكداً أن تزايد أعدادهم سيشكل خطورة على المجتمعات الأوروبية، سواء على حركة الإسكان، أو التعليم ومستوياته، والأمن الاجتماعي، والتأمينات، ومستويات الرعاية الصحية، وأسواق العمل، كما سيشكلون خطراً على العلاقات الخارجية الأوروبية مع غيرها من دول العالم الخارجي.

واشتهر فيلدرز بتصريحاته المعادية للإسلام كما أنتج العام الماضي 2009  فيلما قصيرا باسم "فتنة" اعتبر مسيئا للقرآن ، وقال إنه يعتزم إنتاج جزء ثان من هذا الفيلم المسىء.

ويدعي المتطرف أن "الإسلام يعد أيديولوجية فاشية أكثر من كونه دينا، وأن ايديولوجيته لا تدور حول الاندماج واستيعاب الآخر، لكن حول الهيمنة والسيطرة". ويقول:" كلما انتشر الإسلام قلت الحرية ، الا أن الصفوة الحاكمة في هولندا لا تجرؤ على القول إن الإسلام لا يصلح لشيء".
وانتج هذا المتطرف فيلم "فتنة" عام 2008 ، ويعرض الفيلم صورا لهجمات 11 من سبتمبر/ ايلول عام 2001 على مركز التجارة العالمي ، وصورا للتفجيرات التي تعرضت لها كل من لندن في يوليو/تموز 2005 ومدريد في مارس/آذار 2004.

barakalaw@hotmail.com

 

صور مرتبطة


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية