أرفض وبشدة تكوين حكومة إئتلافية .. و أرفض وبشدة تسليم السلطة الآن ..وأرفض إتهامات العمالة والتخوين، فلأجل مصر يجب أن نختلف ، فالثورة تسع الجميع على إختلاف رأيهم،  ويجب أن نسمع بعضنا ونحاول إقناع بعض ، فما قامت الثورة إلا لاجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية .

"رسالتكم وصلت" هذه الجملة كانت فى أول خطاب نطق به المتحدث بإسم الجيش عقب يوم الأربعاء 2 فبراير، وقبل تنحى رحيل مبارك بعشرة أيام كاملة ، وأعتقد أنه بالفعل الرسالة كانت قد وصلت للجميع وقتها رغم استمرار الأحداث بعدها فإن الرسالة بالفعل كانت وصلت إلا أن الغريب أن البعض مازال يعتقد أن الرسالة لم تصل بعد ويريد إستمرار التظاهر حتى بعد رحيل مبارك، رافضين إعطاء الجميع سواء المتظاهرين أومجلس الحكم الوقت ليستريح من شد الأعصاب ويفكر ويعمل على تسيير الأمور فى فترة حرجة من تاريخ أمتنا مليئة بالإحتجاجات وكشف فساد عشرات السنين ، كأن رحيل مبارك يعنى تغير الأحوال والنفوس فى لحظة ، دون إعادة ترتيب الأوضاع حتى تتحقق مكاسب الثورة وتداول السلطة.

أعبر عن رأييى  كأحد شهود الثورة ولا أقول مشاركين ، وأرفض أن يعلن البعض مسئوليته عن الثورة، فمن قام بالثورة هم المجهولون  الذين شاركوا ثم عادوا لمنازلهم دون أن يشعر بهم أحد بعد إعلان مبارك انه لن يترشح مرة أخرى ، وهم أيضاً الذين عادوا بعدما تم إستخدام البلطجة ومظاهرات تهتف بإسمه "من جديد من جديد الشعب عايزك من جديد"، فعادوا للتظاهر مرة أخرى وبعد رحيله انفضوا مرة أخرى، لم يراهم أحد ولم يشعر بهم أحد بعدما إنفضوا.

نعم أنا أرفض تكوين حكومة إئتلافية، ولا أعلم إئتلاف بين أى قوى يمكنه تشكيل الحكومة ، فأنا أرفض أن تشكيل الإئتلاف من الأحزاب التى لا يتجاوز عدد الأعضاء الفاعلين فى كل منها ألفى شخص إذا كنا متفائلين، وجماعة الإخوان والحزب الوطنى المتهم أعضائه بالفساد، ولا أرى أن هناك منطق يبرر هذا الإئتلاف فى ظل حالة الإضرابات التى تعيشها مصر ثم نأتى بأشخاص يفتقرون للخبرة اللازمة للإدارة لنضعهم فى حكومة إئتلافية من أجل ديكور ديمقراطى شكلى لا يفيد الوطن ، وحتى لو قررنا ذلك فبأى نسبة سيتم توزيع مقاعد الحكومة بين القوى المؤتلفة.

وأرفض أيضاً تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة الآن،  فإذا قلنا بالتسليم فلا أرى أى جهة مؤهلة للتسلم ، وأنا أعترف أننى كنت أرى أن تتوقف الثورة بعد ضمانات الجيش للتعهدات صباح الجمعة، خوفاً من تسليم السلطة لحكم عسكرى كما نحن الآن، وعلى الأقل كنا وقتها نعلم أن هناك مواعيداً محددة لكل شيئ ومنها موعد إنتخابات الرئاسة، ولكن كان هناك إعتقاداً أن رحيل مبارك يعنى إسقاط النظام الفاسد، ولكن الآن يجب استمرار المجلس العسكرى حتى لا يحدث إنفلات وتصارع بين قوى لا تمثل الشعب وإنما تمثل تيارات وقوى ضعيفة جداً.

يجب أن نعطى الوقت للثورة لتنجح، فرحيل مبارك ليس كفيلاً بنجاح الثورة ، ولكنه فقط مجرد بداية وأرفض أن يسرق الثورة أحزاب وتيارات هى فى النهاية ضعيفة التأثير، ونحتاج لوقت تعيد الأحزاب فيه بناء نفسها وتمهد لظهور أحزاب وقوى سياسية جديدة ، وبعدها يخرج حاكم منتخب من الشعب يعلم أنه سيسلم السلطة لآخر يوماً ما وستتم محاسبته إذا أخطأ وهذا سيكون ضماناً للحرية والديمقراطية، يجب أن نعطى فرصة للبناء وإنتشار روح التحرر الوطنى التى ظهرت فى آلاف الإحتجاجات  اليومية فى شتى بقاع مصر، لا أن نسلم مصر للتصارع على السلطة بين التيارات المختلفة فى مرحلة حرجة كفيلة بإحراج وتدمير الثورة.

hamdy_kassem@hotmail.com


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية