ليس حبا في الثأر او الانتقام ولا شماتة بمصير الطغاة ولكنه الفجر الجديد تنفسناه مع الصبح الوليد كانت بدايته القريبة في تونس ولشعبها الأبي أن يفتخر ويسجل باسمه أول ثورة شعبية تزيح حكم الطغيان وكانت التحية بأحسن منها مصرية بامتياز عندما أطاحت بالفرعون الصغير الذي ظن في لحظة غفلة انه قادر وقاهر شانه شان بقية الفراعنة والطغاة فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون ظنوا إنهم قادرون عندما أغلقوا كل المنافذ واحتكروا كل السلطة وتوهموا أن قمعهم يمكن أن يحول الأحرار إلى عبيد، فخاب ظنهم وطاش سهمهم وفشلت حساباتهم.

اللهم لا شماتة ولكني أشفق على هؤلاء وارثي لحالهم عاشوا محاصرين عندما حاصروا شعوبهم محاصرين في أقطارهم وعواصم بلدانهم صورهم التي ملأت الساحات والفضاءات أشجع منهم إذ تقف منتصبة في بلادّة وجمود لا ترد عن نفسها برد الشتاء ولا لهيب الصيف ولكنها الصور الباسمة خادعة كاذبة، صور لا حول لها ولا قوة ولا ترد على التحية او اللعنة ولكنها في الميدان لا تحتاج الى حراسة او مواكب فالخوف الذي صنعوه في نفوس الشعوب يحرسها ويمنحها الهيبة

نعم إنهم محاصرون في جلودهم وأنفسهم عندما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم صدورهم وأيامهم وأنفاسهم .

إنهم جبناء وجشعون لم يقبلوا للشعب ان يكون شريكهم في بعض الامر وأرادوه تابعا صغيرا منافقا...

استخف الحكام بالشعوب وصدقوا انهم أبطال العصر وفراعنة مصر أرادوا السلطة كلها فهاهم يخسرونها كلها ،هذه طبائع الاستبداد وهذه نتائجه .

لا معنى  لكل ما كتب وسيكتب حتى آخر لحظة ظل العديد من الحكام يؤازرون حسني مصر سرا وعلانية لان بقاءه عنوان بقائهم وسقوطه مؤذن برحيلهم وتلك الأيام دول بين الناس ما قيمة هذه الآيات والمعجزات اذا لم يتعظ بها السلاطين وماذا ينتظرون؟

هذا زمن الحرية والانعتاق وزمن الشعوب والإرادات كفى قهرا واستعبادا فباب فالحرية الحمراء يدق بكل يد مضرجة بالدماء وهاهي الشعوب تعلن انها على استعداد لدفع الثمن ونيل الحرية  اذ لا معنى لحياة الذل والقهر والكبت

هل يتعظون؟ ويبادرون . أم تجري عليهم سنة التغيير والاستبدال ؟

ليس أمامهم خيار الا بالاصغاء لما يريد الشعب وقد رفع الشعار الاكثر حضورا في كل المظاهرات والتجمعات هل تريدوا ان تعرفوا وان تفهموا ماذا يريد الشعب وقبل فوات الأوان انه يريد التغيير ...نعم للتغيير يهتف الشعب وهو عليه قادر. ولا تغامروا لاختبار قوة الشعب فهي مقامرة خاسرة  ومخرج الطوارئ الوحيد ما زال مفتوحا ان تتمثلوا إرادة الشعب وان تكفوا عن ألعاب الصبيان بالتزوير والتوزير والفساد.

ايها الحكام اسمعوا انتم للشعب وأطيعوا وعندها فقط يطيعكم الشعب

ان الأوان ان يسمع الحاكم " لا سمع لك ولا طاعة اذا لم تسمع" وقد قالها من هو خير منا لمن هو خير منكم .

انتم الذين فرضتم على الشعب ان يبحث عن طريق آخر للتغيير

وانتم تتحملون المسؤلية .

الحرية طريق الأحرار وتستحق ان يراق من اجلها الدماء ...

كفوا عن المناورات والمشاغلات والحيل التي لم تعد تنطلي على شعوب عرفت ماذاً تريد وقررت وارادت وها هو القدر يستجيب ،بعد اليوم سجل وبافتخار أنا عربي .

كفّ انتصر على المخرز وشعب قهر الدبابة الهراوة  والمدفع جدير بالحياة؟

قبل فوات الأوان لكل اجل كتاب ولا عدوان الا على الظالمين والمفسدين والعاقبة للمتقين وفي كل عاصمة ميدان للتحرير ومن بقي جاهلا او تاخر فهمه فلا يلومن إلا نفسه.

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية