أشرقت  الشمس  مبكرا  في  القاهرة , وأدرك  المصريين  يوم  جديد  لن  يدركني  في  المهجر  إلا  بعد  بضع  ساعات , لكنني  أسافر  بعقلي  ووجداني  لأحط  الرحال  في  ميدان  التحرير  ,  أحلق  في  سمائه كطائر  مهاجر  يعود  إلي  موطنه ,  يبحث  عن  عشه  الذي  غادره  منذ أكثر  من  عشرين  عاما ,  يبحلق  في  وجوه  المتدفقين  إلي  ميدان  الحريه  , يتذكرهم  جميعا  ويرمق  من  بعيد  وجوها  أخري  بلا  ملامح  تقذف  الأحجار  علي  الجموع  المسالمه  , يقترب  منها ثم  ينفر  من  رائحتها  النتنة.

إنها  الثورة  المباركة  جاءت  لتخلص  الجنة  من  الأفاعي  والهوام  ,جاءت  لتنثر  العطور  في  أرجاء المكان   ولتجهز  أعشاش  العودة  لكل  الطيور  المهاجره  , جاءت  الثورة  مثل  الربيع  ومثل  مواسم  الحصاد  ومثلما  تأتي  الأعياد  أتت تحمل سلالا  ملأتها  بالكعك  والحلوي  وأقامت  عرسا  وطنيا في  كل  المحافظات

الثورة  شلال  يتوضأ  به  الوطن  ويتطهر  بمياهه  من  خطايا  الطغاه  , الثورة  أذان يستيقظ  عليه  النائمون  , الثورة  صلاة  واستغفار ,  الثورة  توبة  عن سنوات الخنوع , الثورة  تكفير  عن أيام  النفاق  , الثورة  أذكار  تمنحنا  النوم  المريح  وتمنع عنا  الكوابيس.

ها أنت  تستيقظ  يا  وطني  وتطهرك  الثورة  من  دنس  العمالة  وتتوضأ  من  شلال  الرجال  ونصلي  بهم  صلاة  الخلاص  صلاة  الرحيل , رحيل  الطاغية.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية