تعجبتُ من مقالات ونشرات قرأتها وشاهدتها فى صحف خليجية وفضائيات خليجية، تنتقد موقف مصر من سوريا، وتتهمها بالتناقض، والأغرب أن تطالب باتخاذ «إجراءات مؤلمة» ضد مصر.. طب نقول إيه؟.. إجراءات مؤلمة إزاى يعنى؟.. ومن يجرؤ؟.. ما هى الإجراءات بالضبط؟.. أقول لهؤلاء: عيييب.. المهم أن يفهم هؤلاء أن مصر لم تصوت «ضد» السعودية، ولكنها صوتت من «أجل» سوريا!

بالتأكيد، نحن فى لحظة تاريخية لا يمكن أن نكون فى ناحية، والسعودية فى ناحية.. ولا يمكن أن نتركها فى مواجهة أى عدوان.. ولكن لا يمنع هذا أن تكون لنا خياراتنا فى سوريا.. وأظن أن موقف مصر من سوريا ليس مفاجأة للسعودية.. موقفنا ثابت ومعلن ومعروف، وإن اعتبرته السعودية مؤلماً.. سوريا هى الإقليم الشمالى لمصر.. وهى الأمن القومى.. لا يمكن أن نضحى به، لا للسعودية ولا لغيرها!

لا أتصور أيضاً أن يكون هناك خلاف بين البلدين من أى نوع.. لا علنى ولا سرى.. تصويتنا لصالح سوريا الموحدة ليس تصويتاً ضد السعودية أبداً.. دعك من أن صاحب المشروع روسيا أو غيرها.. شوية عقل بس.. هل وعدت مصر السعودية أن تكون معها فى وجهة نظرها فى سوريا أو لبنان؟.. ليس شرطاً أن تكون المواقف واحدة والمصالح واحدة.. موقفهم من «بشار» غير موقفنا من «سوريا»!

وهل الموقف الرسمى المصرى كان يستدعى هذه «الهوجة الخليجية»؟.. هل الأمر كان يصل إلى حد التهديد باتخاذ «إجراءات مؤلمة» ضد مصر؟.. هل نجحت قطر فى تحريك الإعلام الخليجى ضدنا؟.. إذن أين العقل فى السعودية؟.. لماذا تطوع خالد التويجرى بتوجيه كلامه إلى السيسى شخصياً؟.. هل فعل ذلك من تلقاء نفسه؟.. هل حرّضه عليه أحد؟.. هل يؤتى ثماره؟.. أم ما هو المقصود؟!

الدولة المصرية لا يمكن أن تناور شقيقتها بالمرة.. وإن كان وارداً فلا يصح الآن.. لا يصح أن يحدث ذلك والسعودية مستهدفة بالتقسيم مرة، وبقانون «جاستا» مرة أخرى.. مصر لا تفعل هذا بأى حال.. مكانتها تمنعها.. أخلاقها تمنعها.. مصلحتها تمنعها.. وبناء عليه فلا يصح أن يعايرنا أحدهم بأى شىء.. ولا يصح أن يهدد غيره باتخاذ إجراءات مؤلمة.. سنعتبر هذه الأصوات شخصية تعبر عن نفسها فقط!

فليس من مصلحة مصر أن تخسر السعودية ولو ساعة، ولكن ليس من مصلحة مصر أن تتمزق سوريا.. ستبقى قضية بشار غير قضية سوريا.. هذه نقرة وهذه نقرة أخرى.. وليس من مصلحة أحد أن ينفخ فى النار بيننا.. شخصياً لا يمكن أن أتعامل مع قضية من هذا النوع بطريقة إعلام الخليج.. لا يمكن أن أقول مثلاً إن مصر لو تركت هذه الدول لسقطت دون أن تلعب ضدها.. هى دى مصر أيها الأذكياء!

لا خلاف علنى ولا سرى بيننا وبين السعودية.. مشكلة السعودية هى «بشار».. ومشكلة مصر هى الدولة السورية.. حين صوتت مصر كانت عينها على «الدولة»، وحين صوتت السعودية كانت عينها على «بشار».. أتمنى أن تنسى السعودية «بشار»، وتلتفت إلى نفسها، وتنشغل بشأنها.. ذلك أفضل لنا ولها!.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية