" صافى فاى " ... امرأة جميلة في الأقصر
فى حوارها الذى أجرته معها الزميلة المتميزة ( هالة الماوى ) ونشرته جريدة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ، وكذلك فى لقائها المباشر بنا فى ندوة تكريمها ، قالت المخرجة السنغالية ( صافى فاى ) جملة يمكن صياغتها حكمة من حكم الأجداد الصالحة دوما لكل زمان ومكان . قالت صافى : " إذا كنا نريد إنقاذ العالم ، فنحن بحاجة لبدء الزراعة مرة أخرى " .
يا الله .. من أين جاءت هذه الفنانة بهذا القدر من الوعى ، وما علاقتها كفنانة بعالم الزراعة والفلاحين . هذا ما كشف عنه الحواران . فصافى فاى التى صنعت أول أفلامها عام 1975 باسم " رسالة من قريتى " نذرت كل حياتها السينمائية لعالم الفلاحين أو كما قالت هى : " مسارى المهنى مختلف عن معظم المخرجين لأن كل أفلامى كانت عن المزارعين ، فأنا أؤمن بأن كل الأفارقة من أصول ريفية وهذا هو السبب فى تركيز جميع أبحاثى وكتاباتى عن الحياة الريفية " .
جملتها تلك تكشف عن وعى سينمائية بدورها فى نهضة مجتمعها ، وإيمانها بأن الفن رسالة ووسيلة من أجل عالم أفضل . لذلك حشدت صافى فاى - ربيبة الجامعات الفرنسية - كل جهدها الفنى وكل ما تعلمته من العالم المتقدم من أجل نهضة مجتمع رأت بعينها اللاقطة وعقلها البحثى أن نماءه يبدأ من الجذور ، وأن جذورنا تكمن هنا فى قرانا التى تمنحنا الحياة .
صافى فاى ،التى لم تكف عن صناعة الأفلام منذ العام 1975 وحتى عام 1997 ، حين سألتها هالة الماوى عن الشخصية التى تختارها أيقونة هذا العالم الآن ، أجابت بلا تردد: " النساء التونسيات .. اللواتى تغيرن العالم ولعبن دورا كبيرا فى الثورة . انهن تغيرن العقليات وتقاومن الفكر السلبى " . بل وتضيف صافى بإنحياز لا يفرضه تعصب امرأة لجنسها ، بل يفرضه وعى انسان بحقائق الكون : " لقد ولدنا جميعا أصحاب معتقدات روحانية ، وهذا التطرف الدينى شىء خارج عن السيطرة ، لذا فى رأيى أن المرأة هى الحل " .
مرة أخرى أقولها وكأننى أستمتع إلى صوت طرب شجى " الله " .... شكرا صافى .. شكرا على هذا الوعى وعلى تلك الدروس .. وشكرا مهرجان الأقصر أن منحتنا الإقتراب من صافى عن قرب
التعليقات