مهرجانات سينمائية عديدة فى مصر ، لكن يبقى لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تميزه بخصوصية تفتقدها مهرجانات كثيرة . فهو ولأول مرة  يتيح الفرصة أمام متذوقى السينما فرصة مشاهدة ما لم يكن يعرفونه ، لذلك وبفضل فريق واع ومتعاون نجح المهرجان المولود منذ خمس سنوات فقط أن يفرض نفسه وبقوة على خارطة مهرجانات السينما ، وهى السمة التى افتقدها مهرجان سينما الأسكندرية ( مثلا ) حين تخلى عن خصوصيته وجنح إلى أن يكون كرنفالا تعرض فيه الأفلام ( أية أفلام ) دون حرص على ما يعنيه الاسم ( مهرجان الأسكندرية لسينما دول البحر الأبيض المتوسط ) . وهو ما يجعلنا نخشى على مهرجان السينما الأفريقية من الوقوع فى الشرك نفسه بعد سنوات . لكن يقينى أن وعى رئيسه ومديرته ولجنته العليا سيمنعانه من السقوط فى الهوة التى يحفرها الغرور والطموح الزائد عن الحد .

ومن هنا تحديدا وبحرص محب للسينما والوطن سيسمح لى الصديقان سيد فؤاد وعزة الحسينى أن أطرح تخوفاتى لعلها تكون جرس انذار أظن أنهما يحتاجان إلى سماعه مبكرا . وأولى هذه التخوفات هو أن يأخذنا الفرح بالنجاح إلى مزيد من الإضافات التى يمكن أن يتسلل عبرها ( دون أن نشعر ) تغيير فى المعنى والهدف . فاضافة مسابقات جديدة إلى المهرجان ربما تتسبب فى ارتباكه وتشتته . وهو ما يجب أن ننتبه إليه ونكف فورا عن اضافات تسابقية تثقل عاهل المهرجان . فخمس مسابقات فى مهرجان واحد أمر أظنه كثيرا ، لكن لا بأس ولنكتفى .

التخوف الثانى يكمن فى كثرة التكريمات ، فأنا من المؤمنين بأنه "كلما كان الشىء فريدا كان أكثر جمالا " .. ومن ثم علينا أن نقلل عدد التكريمات فى كل دورة ليصبح التكريم فى مهرجان الأقصر طموحا يسعى إليه ويتمناه كل صانع للسينما فى القارة السوداء .

كذلك أتصور أنه من الملائم جدا إفراغ أحد أيام المهرجان لندوة أو حلقة بحث يعد لها بعناية شديدة وتوزع ابحاثها قبل المهرجان بوقت كاف لنمنح الفرصة أمام من يريد أن يدلو بدلوه فى القضية المطروحة . وأقول إفراغ يوم كامل بمعنى توقف عن عرض الأفلام أو أية فعاليات أخرى . بحيث لا يقع المتابعون فى حيرة الخيار بن المشاركة فى الندوة وبين مشاهدة الأفلام.

لكن قبل كل هذا وبعده يهمنى الإشارة إلى، والتأكيد على، أن بشائر نجاح الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر باتت تحمل المسئولين عنه ( ونحن معهم ) مزيدا من المسؤلية وتضعه فى مصاف المهرجانات التى لا يغفر لها أخطائها باعتبارها ما زالت فى طور التكوين . وربما كان ذلك هو الدافع الوحيد وراء البوح بتخوفات أتمنى ألا تكون .


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية