مليئة حياتي بالنساء الجميلات .. المعلمات .. القائدات . منهنَّ تعلمتُ حب الحياة ، واكتسبت إرادة صلبة جنَّبتني الوقوع في هوَّات اليأس والانتحار.

نسائي الجميلات، يبدأ طابورهن من أمي السيدة عائشة – رحمها الله – فرغم أنها لا تقرأ ولا تكتب، ورغم أنني وحيدها الذكر على خمس إناث، إلا أنها كانت حريصة أن تنشئني رجلا مسئولا، حافظا للخط الفاصل بين الأنثى والذكر دون تجنٍّ يتيحه لى جنسي (المتميز) !! .

كنت أجلس بجوارها.. تعلمني كيف أطعم الإوزة، وأغير ماء المسقاة ، وأنظف مكاني وأحمل صحاف طعامي بعد الأكل ، وتشبع روحى وعقلى بحكايات لا تنتهى . وفى المقابل كانت تصر على أن أكون رجلا يُستشار في زيجات شقيقاته اللاتي يكبرنه بأعوام كثيرة، ويحيطهن بحماية لا تتطاول إلى قهر.

كان حلم أمي أن أكون مهندسًا كأخوالي وأبناء عمومتها، وفى مقابل استجابتي لرغبتها رضخت هي لمغامرتى بعد قليل من توبيخ حين علمت أنني تركت العمل في الهيئة العربية للتصنيع لأعود طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية ألبِّي نداء موهبتي التي لم تحرمني منها يومًا.

أمي.. هى الإنسان الأول الذى علمني أن الحياة لا تستقيم إلا بمشاركة بين رجل وامرأة ، وأن الكون يهتز ويختل حين ينشب الصراع ليفوز "رجل" أو "امرأة"، فشببت على حب واحترام النصف الآخر في الكون . وكافأني ربى بجميلات كثيرات على شاكلتها طوال حياتي.

في يومها .. يمكننى القول وبضمير مستريح أن أمى هى المرأة كما يجب أن تكون ، وأننى ابن أمى.. وأفتخر.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية